كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 12)

الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ} [سورة الأنعام آية: 18] .
والإيمان باليوم الآخر هو من أصول الإيمان أيضا؛ ثم ذكر أهوال يوم القيامة، وما ينفع فيه، ثم أخبر أن الظالمين في ذلك اليوم ما لهم من حميم ولا شفيع يطاع، وهذا الأصل الثامن: نفي الشفاعة الشركية; ثم أخبر عن عدله، وأنه يقضي بالحق، وأن الذين يدعون من دونه لا يقضون بشيء، وقوله: {مِنْ دُونِهِ} [سورة الأعراف آية: 197] ، تعم من سواه، ثم ذكر صفاته أنه {هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [سورة الإسراء آية: 1] .
ولما سئل بعض العلماء عن الصفات، قال: آمنت بالله، وبما جاء عن الله على مراد الله، وآمنت برسول الله، وبما جاء عن رسول الله، على مراد رسول الله، من غير تكييف ولا تمثيل، ولا تحريف ولا تعطيل.
فصل
وأما الجواب على المسألة الثالثة، وهي قوله في الشفاعة الشركية، وما استدل به عليها من العموم، فنقول: انقسم الناس فيها ثلاث طوائف، فنفاها المعتزلة والخوارج، وأثبتوا نصوص الوعيد في أهل الكبائر من المسلمين، ونفوا رحمة أرحم الراحمين، وشفاعة الشافعين، وأثبتوا خلود الموحدين في العذاب من المذنبين.
وغلا فيها طائفة، وجعلوها هي القصد الأعظم، وتطلب

الصفحة 494