كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 12)

وقال تعالى: {وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ} الآية [سورة الأنبياء آية: 87] ؛ سمى النداء دعاء، والدعاء نداء، كما تقدم، وقال تعالى: {فَلا تَدْعُو مَعَ اللَّهِ أَحَداً} [سورة الجن آية: 18] {لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ} [سورة الرعد آية: 14] . وقد تقدم في بيان ذلك ما فيه كفاية عن إعادته هنا، ولكن ما يتذكر إلا من ينيب.
ومن عرف ما ابتلي به كثير من المشركين والمبتدعين، من الزخارف، والتزيين، في تحسين دين المشركين، وتعطيل صفات رب العالمين، معنى ولفظا، وإبراما ونقضا، عرف ضروريته إلى الدعاء المروي عن سيد المرسلين، فيما روت عنه عائشة رضي الله عنها: " اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل " 1 إلى قوله: "اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك؛ إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم " 2.
وفي دعاء الخليل: {وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَام رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ} الآية [سورة إبراهيم آية: 35-36] .
فرع:
قال تعالى منكرا على من عدل عن الكتاب والسنة: {أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ} الآية [سورة العنكبوت آية: 51] .
وقال ذاما لمن اتبع الظن، الذي يسمونه المعقول اليوم: {إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى} [سورة النجم آية: 23] .
__________
1 مسلم: صلاة المسافرين وقصرها 770 , والترمذي: الدعوات 3420 , وأبو داود: الصلاة 767 , وأحمد 6/156.
2 مسلم: صلاة المسافرين وقصرها 770 , والترمذي: الدعوات 3420 , وأبو داود: الصلاة 767 , وأحمد 6/156.

الصفحة 498