كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 12)

وكذلك في حديث العرباض بن سارية، قال فيه صلى الله عليه وسلم: " فإنه مَنْ يعشْ منكم فسيرى اختلافا كثيرا " 1، ثم أمر وأوصى عند الاختلاف: " فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي " 2، ثم أكد الأمر باللزوم: " عضوا عليها بالنواجذ"، ثم نهى عن المحدثات في الدين، فقال: "وإياكم ومحدثات الأمور! " ثم أخبر "أن كل محدثة بدعة "، ثم أخبر عن الأمر المشكل، استحسان البدع، فقال: "وكل بدعة ضلالة " الحديث.
وقال في صفة الفرقة الناجية من الفرق: " ما كنت عليه اليوم وأصحابي " 3. ولما رأى ابن مسعود من يفعل ما لم يكن على عهدهم، قال: "لقد جئتم بدعة ظلماء، أو قد سبقتم أصحاب محمد فضلا؟ " فكل ما أشكل عليك، اعرضه على طريقة محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فإن خالفهم فاطرحه كائنا من كان، لقوله صلى الله عليه وسلم: " من رغب عن سنتي فليس مني " 4.
والإخلاص والمتابعة شرطان في العمل، كما ذكر عن العلماء؛ وكانوا ينهون عن الحدث في الدين، كما ذكر عن حذيفة، وأُبَي، والفضيل بن عياض، والحسن البصري وغيرهم، وكما قال ابن عباس رضي الله عنهما؛ وتتبع ذلك يطول; وأما فعل معاذ فهي قضية عين، كما ذكر ذلك الفقهاء، رحمهم الله.
وأما استدلال بعض الجهال بذلك على أنه يزيد في العبادة فرضا سادسا، فهذا ما قال به أحد؛ بل نهى عنه العلماء، وأن من اعتقد ذلك يستتاب؛ فكيف يلزم العباد ما لم يلزمهم الله ورسوله؟
__________
1 الترمذي: العلم 2676 , وأبو داود: السنة 4607 , وابن ماجه: المقدمة 44 , وأحمد 4/126 , والدارمي: المقدمة 95.
2 الترمذي: العلم 2676 , وأبو داود: السنة 4607 , وابن ماجه: المقدمة 44 , وأحمد 4/126 , والدارمي: المقدمة 95.
3 الترمذي: الإيمان 2641.
4 البخاري: النكاح 5063 , ومسلم: النكاح 1401 , والنسائي: النكاح 3217 , وأحمد 3/241 ,3/259 ,3/285.

الصفحة 502