كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 12)

أخذته الحمية لأخدانه، واحتملته العصبية القبلية لإخوانه، حين شرق بما سمع في الرد عليهما من الحق، والتحقيق، الذي هو على أهدى سنن، وأقوم طريق، ولله في ذلك المنة، وله الحمد.
فقام فانتصر لأنداده، فقال في خطبته يوم الجمعة، وبعدها في يوم العيد على المنبر، بعد ما أثنى على الأئمة الأربعة، وذكر شيئا من مناقبهم، قال: فهم أئمتنا، فإنا بهم مقتدون، ولهم مقلدون; ومن طرف هذه الكتب التي دارت في بلدكم هذه، أن الذي ألفها سالك فيها مسالك الفرقة الضالة المضلة، الكافرة الخارجية الشيطانية، المجسمة المبتدعة الوهابية، وأنه مؤول فيها الاستواء بالاستقرار - قاتله الله -، والله تعالى خال عن الجهات الست، وأنه منكر فيها زيارة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فمن عنده منها شيء فليأتنا به سريعا، ولا تحدثوا فيها تحريفا ولا تمزيقا، لأن فيها آيات قرآنية، وأحاديث من الصحاح نبوية، أراد بها مؤلفها التلبيس والتشبيه على العوام الطغام، الجهال الشرذمة القليلة الذميمة; فنقول: يا عباد الله، وعليكم بطريقة الأشعرية، والماتريدية ; هذا لفظه الذي نقل إلينا بحروفه.
فلما تأملت ما نقل إلينا من كلامه، وعرفت قصده في مرامه، فإذا هو عن معرفة العلوم الشرعية، والاعتقادات السلفية بمكان بعيد، قد انهمك والعياذ بالله في مهامه الغي،

الصفحة 504