كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 12)

وانحسر في فلوات البغي، فما على جهله وهوسه من مزيد؛ وعرفت أنه لم يأنس بشيء من العلوم، ولا دراية لديه بالمنطوق منها والمفهوم، وأنه ليس بكفء أن يجاب، بأزيد مما ذكرته من الخطاب، لأنه ليس من أهل العلم، ولا ممن عرف بالدراية والرواية والفهم.
فلأجل ذلك رددت عليه بهذه القصيدة، واتبعتها بذكر انموذج من العقيدة، وبما كان عليه إمام هذه الدعوة، مما درج عليه أهل التحقيق والصفوة من عقيدة السلف الأبرار، والأئمة الأخيار، خصوصا الأئمة الأربعة، الذين يزعم أنه يقلدهم ويقتدي بهم، ويحض على ذلك، وذكرت شيئا قليلا من كلام الأئمة، ليتبين لكل منصف ممن أراد الحق وطلبه، تزوير هذا المفتري وكذبه.
وأن هؤلاء الجهلة الصعافقة، الحيارى المفتونين، قد ركبوا غارب الزور والبهتان، وتعاونوا على الإثم والعدوان، وأنهم في سكرتهم يعمهون، وفي فلوات الغي ومهامه البغي يهيمون، وأنهم فيما يقولونه وينقلونه إلا ما شاء الله قد اقترحوا كذبا وزورا {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُوراً} [سورة الفرقان آية: 23] .
والمقصود بما نقله عن الأئمة الأعلام، وأذكره في هذه الأوراق من ذلك المرام، إنما أقصد به من يطلب الحق، مع من كان وأينما كان، ولا يتعصب للباطل وأهله بكل إمكان؛ وأما

الصفحة 505