كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 12)

هؤلاء الصعالكة الغافلون، الذين هم في غمرة ساهون، وعماية في الدعوى عما عليه أهل الحق وكلمة التقوى، فهم لا يرعوون إلى ما فيه نجاتهم وسلامتهم من الغواية، ولا يقبلون هذا الحق ولو جاءتهم كل آية; والله المسؤول المرجو الإجابة أن يجزل لنا بفضله ورحمته الإثابة، وأن يمدنا فيما نقوله ونعتقده بالإصابة.
وهذا هو الجواب، ومن الله استمد الصواب:
الحمد لله حمدا دائما وكفى ... حمدا كثيرا فكم أعطى وكم لطفا
ثم الصلاة على المعصوم سيدنا ... أوفى البرية بل أزكاهم شرفا
والآل والصحب ثم التابعين لهم ... والتابعين على منهاج من سلفا
وبعد فاعلم بأن القول أحسنه ... ما وافق الحق حتما واقتضى النصفا
وقد أتانا من البحرين معضلة ... مقالة قالها من جانب الشرفا
يدعونه شرفا جهلا بحالته ... ولو دروا لدعوه بينهم سرفا
والله ما كان ذا علم وذا شرف ... كلا ولا كان فيما قاله الظرفا
مهذبا فطنا أو بلتعا لسنا ... بل كان فدما أفينا جانفا حلفا
أغراه قوم طغاة لا خلاق لهم ... فوازروه فأبدى جهله السرفا
لو كان يدري به عيسى ويعرفه ... حق الدراية أبدى اللهف والأسفا
أو كان يعلم أن الوغد داعية ... إلى الضلال لأضحى واجلا وجفا
فإنه كان جهميا أخا بدع ... يدعو إلى الكفر والإشراك دون خفا
والله لو كان يدري عن جهالته ... لم يرض أن يرتقي فوق الذرى شرفا
وأن يصلي إماما بالورى سفها ... يا ويحه من إمام قد أتى جنفا
فالفدم ليس له علم ومعرفة ... بل قال بالجهل لما أن طغى فهفا

الصفحة 506