كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 12)

بل كان بالجهل معروفا ومتصفا ... بالمنكرات التي تهفو بمن شرفا
يحكيه أهل التقى والصدق حيث غدا ... للزور مقترفا بالإفك متصفا
لو لم يكن جاهلا ما قال من عمه ... مقالة قالها لما علا الشرفا
في يوم عيد وقبل العيد في جمع ... ما قال ذلك فيما ينقلون خفا
يحذر الناس كي لا يسمعوا كتبا ... تدعو إلى الله من قد ند وانصرفا
تدعو إلى الحق والتوحيد ليس إلى ... أوضاع جهم وتأويلات من صدفا
ولا إلى الكفر والإشراك حيث غلا ... في الصالحين أناس فيهم شغفا
فيهن نور الهدى كالشمس شارقة ... ما شابها الزور يوما أو أتت جنفا
تحمى حمى معشر بالحق قد صدعوا ... عن إفك قوم طغام قد أتوا سرفا
كما تعيب أناسا قد بغوا وطغوا ... لم يعرفوا الحق لما أن بدا وضفا
والله ما كان فيها من سفاسفهم ... ومن ضلالاتهم ما يوجب التلفا
والله ما كان فيها من شقاشقهم ... ومن جهالاتهم ما يوجب الأنفا
بل كان فيهن إثبات العلو له ... سبحانه وتعالى مثل ما وصفا
بالقدر والقهر والذات التي ارتفعت ... عن كفر من رام تعطيلا لها فنفا
على السماوات فوق العرش مرتفعا ... مباينا لجميع الخلق متصفا
بكل أوصافه العليا التي كملت ... وليس هذا بحمد الله فيه خفا
فلم نؤول كما قد قاله عمها ... ونتبع الجهم فيما قال وانصرفا
ولم نجسم كما قالوا بزعمهم ... بل نثبت الفوق والأوصاف والشرفا
إن المجسمة الضُّلاّل ليس لهم ... في غيهم من دليل يوجب النصفا
بل يزعمون بأن الله خالقنا ... جسم تعالى إلهي ما بذا اتصفا
والمصطفى لم يقل هذا وصحبته ... والآل يوما ومن بالعلم قد عرفا

الصفحة 507