كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 12)

والله ما قال منا واحد أبدا ... بأنه كان جسما إن ذا لجفا
كما يقول هشام إذ يقول له ... سبحانه وفرة تبا لمن جنفا
فلا نقول بهذا القول نثبته ... أو نبتغي النفي فالقولان قد نسفا
بل نثبت الذات والأوصاف كاملة ... كما به الله والمعصوم قد وصفا
ولم نشبه كأهل الزيغ حين بغوا ... واستبدلوا بضياء الحق ما انخسفا
إن المشبهة الضلال حيث غلوا ... قد شبهوا ربهم لما أتوا سرفا
بخلقه في مقالات لها ابتدعوا ... راموا بذلك إثباتا فصار سفا
ولم نعطل كجهم والذين على ... منواله نسجوا ممن طغى فهفا
فإنهم زعموا أن لا إله لهم ... على السماوات فوق العرش قد عرفا
فليس داخل ذي الأكوان خالقهم ... أيضا ولا خارجا منها فوالهفا
كلا ولا هو أيضا تحتها أبدا ... ولا مباينها من فوقها فنفا
ولا محايث بل لا يمنة أبدا ... ولا شمالا لقد جاؤوا بذا جنفا
ولا أماما ولا خلفا فقد كفروا ... بالله خالقهم جحدا له سرفا
هذا هو العدم المحض الذي عرفت ... كل الخلائق إلا من هفا وجفا
ونحن لم نعد آيات مبينة ... ونص ما قاله المعصوم حيث شفا
إن الإله له الأوصاف كاملة ... حقيقة بمعانيها كما وصفا
فإن يكن وصفنا لله خالقنا ... بكل أوصافه لم نبتدع جنفا
كفرا وجهلا وتجسيما ومنقصة ... فليشهدوا أننا قلناه غير خفا
وأن ذلك دين الله قال به ... من كان بالعلم والإنصاف متصفا
كمالك وابن إدريس وثالثهم ... أعني ابن حنبل والنعمان من شرفا

الصفحة 508