كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 12)

أعني إمام الورى دينا ومعرفة ... محمد بن جرير من كفى وشفا
وبعده الحبر والبحر الخضم حكى ... في كتبه ذاك واستقصى لها طرفا
من كان بالعلم والإنصاف متصفا ... وللهدى من أعادي الدين منتصفا
أعني به الحجة ابن القيم الثقة ... الحبر الإمام ومن بالعلم قد عرفا
وليس تفسيرهم معنى استوى بعلا ... أو استقر على تفسير من سلفا
معناه تكييف ما لا نستطيع له ... إدراك كنه وذا تأويل من جنفا
لكنما ذاك معقول حقيقته ... والكيف قد كان مجهولا كما وصفا
وليس يلزم من لفظ استقر بأن ... يكون جسما كما قد قال من صدفا
فاترك أقاويل جهم والذين غووا ... واستحدثوا بدعا صاروا بها هدفا
يرميهم بالهدى والعلم من حسنت ... في الدين منهم مساع عند من عرفا
وأنت سوف ترى من شؤم بدعتكم ... ما قد يسيء وما تلقى به الدنفا
فقل لطاغية البحرين أبد لنا ... علما مبينا عن الأمجاد كان شفا
إن الذي أثبت الأوصاف كاملة ... حقائقا ومعان قد أتى سرفا
مجسم خارجي قد أتى بدعا ... إن كنت ويحك ذا علم بمن سلفا
وما يقولونه في الله خالقهم ... والله ما منهم من يبتغي الجنفا
وقل لطاغية البحرين هات لنا ... على ابتداعك نصا وافق النصفا
عن الأئمة أو عن عالم ثقة ... من صحبهم حيث كانوا كلهم حنفا
دع من نحا نحو جهم في ضلالته ... لكن عن السادة الأمجاد من خلفا
ومن على نهجهم قد كان متبعا ... ممن نحا نحوهم في دينهم وقفا
والله ما كنت فيما قلت مقتديا ... أو المقلد فيما وافقوا السلفا

الصفحة 510