كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 12)

لكن بجهم وبشر كنت مقتديا ... مقلدا لهما فيما بدا وخفا
ومن نحا نحو جهم من أشاعرة ... والماتريدية الضلال من عرفا
بالابتداع وبالأهواء حيث غلوا ... في الدين واتبعوا الجهمي حيث هفا
فانظر بعلم أهاتان الفرقتان على ... نهج الرسول النبي المجتبى شرفا
أو صحبه بعده والتابعين لهم ... أو الأئمة من كانوا لنا سلفا
أم أنت في غمرة عن نهج سنتهم ... للماتريدية الغالين منصرفا
والأشعرية أعني من بغوا وغلوا ... في الدين منهم بما قد خالفوا الحنفا
تحض أتباعك الغوغا وتندبهم ... إلى اتباع غواة قد أتوا جنفا
تبا وسحقا لمن يدعو إلى بدع ... تدعو الى النار من يهفو ومن زهفا
لو كان يعلم هذا الوغد حيث غوى ... ما قد جناه لأبدى اللهف والأسفا
وسوف يلقى غدا إن لم يتب ندما ... وغبّ ما قد جنى من شؤم ما اقترفا
يذم أهل التقى والدين من سفه ... ومن شقاوته لما ارتضى السرفا
يذم من أظهر التوحيد وانتشرت ... أنواره وعلت من بعد ما انخسفا
والناس في ظلمة من قبل دعوته ... لا يعرفون من الإسلام ما انكشفا
وبان بل ظهرت أعلامه وعلت ... لله در إمام أظهر الشرفا
والناس في غمرة في الجهل قد غرقوا ... وفي الضلالة هاموا فوا لهفا
على أناس وأقوام قد انهمكوا ... لم يعرفوا الحق لما أن بدا وضفا
والله لو كان يدري عن جهالته ... ما فاه بالزور يوما أو به هتفا
والله لو كان يدري عن غباوته ... ما اعتاض عن ساطع التوحيد ما انعسفا
والله لو كان يدري عن حماقته ... لم ينتصب جهرة بين الورى هدفا

الصفحة 511