كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 12)

فصل
وقول هذا الغوي المفتري كذبا ... المرتدي برداء الزور غير خفا
وأنه منكر فيها زيارته ... يعني بذاك رسول الله من شرفا
فهذه فرية منهم ومعضلة ... لسنا نقول بقول قد حوى الجنفا
بل إنها من خصال الخير فاضلة ... نرجو بها عند معبود الورى زلفا
وتلك من فاضل الأعمال إن صدرت ... ولم يشبْها غلو منهمُ وجفا
لكننا نمنع الشد الذي وردت ... فيه الأحاديث بالمنع الذي وصفا
فلا نشد رحالا في زيارته ... بل نقصد المسجد المخصوص من عرفا
وخص بالفضل من أجل الصلاة به ... ومن هناك نزور المصطفى زلفا
نزوره لو على الأجفان من وله ... ونسكب الدمع من أجفاننا شغفا
منكسين رؤوسا عند موقفنا ... مستحضرين هناك القدر والشرفا
كأنما المصطفى حي نشاهده ... نغض صوتا وطرفا أن نجيء جفا
مستقبلين له عند السلام له ... ولا نمس له قبرا ولا شرفا
ولا نطوف به سبعا نشبهه ... بالبيت أو نمسح الأركان والزلفا
وننثني بعد هذا نحو قبلتنا ... ندعو الإله كما يدعونه الحنفا
وندعُ للمصطفى المعصوم سيدنا ... لا ندعُه كالذي يدعونه هرفا
ومرة بالتياع واحتراق جوى ... في كل ذلك قد يدعونه لهفا
ويطلبون من المعصوم ينقذهم ... من العذاب وأن يرخي لهم كنفا
وأن يجيرهمُ من كل معضلة ... ويكشف السوء واللأواء والقشفا
وكل ذلك شرك لا خفاء به ... يدري ويعرفه أهل التقى الحنفا

الصفحة 514