كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 12)

أن كان تحتها، إلى أن تأوله بالمجهول من تأويله، المستكره.
ثم لم ينجح مما هرب منه، فيقال: زعمت أن تأويل قوله: {اسْتَوَى} [سورة البقرة آية: 29] أقبل، أو كان مدبرا عن السماء فأقبل إليها؛ فإن زعم أن ذلك ليس بإقبال فعل، ولكنه إقبال تدبير، قيل له: فكذلك قيل: علا عليا، علو ملك وسلطان، لا علو انتقال وزوال، ثم لن يقول في شيء من ذلك قولا، إلا لزم في الآخر مثله.
ولولا أنا كرهنا إطالة الكتاب بما ليس من جنسه، لأثبتنا عند فساد قول كل قائل في ذلك، قولا لأهل الحق فيه مخالفا؛ وفيما بينا منه ما يشرف بذي الفهم، على ما فيه الكفاية، إن شاء الله تعالى; انتهى: كلام الإمام محمد بن جرير، رحمه الله تعالى.
وأما تفسيره: بالاستقرار، وبالصعود، والارتفاع، والعلو، فقد ذكره ابن القيم، رحمه الله تعالى، في الكافية الشافية، وذكر الإجماع عليه عن علماء أهل السنة، الذين هم القدوة وبهم الأسوة، فقال رحمه الله تعالى:
هذا وسادس عشرها إجماع أهـ ... ـل العلم أعني حجة الأزمان
من كل صاحب سنة شهدت له ... أهل الحديث وعسكر القرآن
لا عبرة بمخالف لهم ولو ... كانوا عديد الشاء والبعران
إن الذي فوق السماوات العلى ... والعرش وهو مباين الأكوان
هو ربنا سبحانه وبحمده ... حقا على العرش استوى الرحمن

الصفحة 517