كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 12)

فصل
إذا تأملت هذا وعرفت أنه إجماع أهل العلم الذين هم الحجة، وهم القدوة وبهم الأسوة، فمن المحال أن يكون من بعدهم من الخالفين المحجوبين الناقصين المسبوقين، الحيارى المتهوكين المخالفين لطريقة السلف، أعلم وأحكم من هؤلاء السابقين الذين هم ورثة الأنبياء وخلفاء الرسل وأعلام الهدى، ومصابيح الدجى، الذين بهم قام الكتاب وبه قاموا، وبهم نطق الكتاب وبه نطقوا، الذين وهبهم الله من العلم والحكمة ما برزوا به على سائر أتباع الأنبياء، فضلا عن سائر الأمم الذين لا كتاب لهم، وأحاطوا من حقائق المعارف وبواطن الحقائق بما لو جمعت حكمة غيرهم إليها لاستحى من يطلب المقابلة.
فإذا عرفت هذا تبين لك أن هذا الضال المضل إنما سلك مسلك هؤلاء المتأخرين الحيارى المتهوكين، الذين أخذوا عقائدهم عن أفراخ المتفلسفة وأتباع الهند واليونان، وورثة المجوس والمشركين، وضلال اليهود والنصارى والصابئين، وأشكالهم وأشباههم من المتكلمين الذين كثر في باب الدين اضطرابهم، وغلظ عن معرفة الله حجابهم.
وتبين لك أيضا أن شيخ الإسلام، وعلم الهداة الأعلام، الشيخ محمد بن عبد الوهاب، رحمه الله، كان على طريقة السلف الماضين، والأئمة المهتدين، فيما يقولونه ويعتقدونه؛

الصفحة 526