كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 12)

ولكن هذا الرجل من أعداء الله، الذين قاموا في عداوة هذا الدين ومن قام به، واتبع {أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيراً وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ} [سورة المائدة آية: 77] ، لأنهم -، والعياذ بالله - قد انهمكوا في الشبهات، وتلقوها عن أهل الجهل والضلالات، فانقلبت لديهم الحقائق والتبست عليهم المعارف بالشقاشق.
وهذا الضرب من الناس - والعياذ بالله - إن أنصفتهم لم يقبل طبعهم الإنصاف، وإن طلبته منهم فأين الثريا من يد الملتمس؛ قد انتكست قلوبهم، وعمى عليهم مطلوبهم، رضوا بالأماني وابتلوا بالحظوظ، وحصلوا على الحرمان، وخاضوا بزعمهم بحار العلم لكن بالدعاوي الباطلة وشقاشق الهذيان.
ولا والله ابتلت من وشله أقدامهم، ولا زكت به قلوبهم وأحلامهم، أتعبوا نفوسهم وحيروا من اقتدى بهم من الناس، فبقوا في حيرة وتشكيك والتباس، وضيعوا الأصول فحرموا الوصول؛ وما أحسن ما قال قتادة في مثل هؤلاء: والله ما آسى عليهم، ولكن آسى على من أهلكوا.
إذا تم هذا واستبان تبين لكل منصف عدوان هؤلاء الضلال وبهتهم، وأنهم إنما أخذوا بأقوال قوم، قد شرقوا بهذه الدعوة المحمدية، فأخذوا ينفرون الناس ويصدونهم عن دين الله ورسوله بالترهات الباطلة، والتمويهات العاطلة.
فإن أردت الوقوف على حقيقة ما عليه شيخ الإسلام،

الصفحة 527