كتاب الخطب المنبرية (مطبوع ضمن مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب، الجزء الثاني عشر)
وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم. أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل، لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
خطبة له أيضا
الحمد لله فاطر الأرض والسموات، عالم الأسرار والخفيات، المطلع على الضمائر والنيات. أحاط بكل شيء علما، ووسع كل شيء رحمة وحلما، وقهر كل مخلوق عزة وحكما، يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما. لا تدركه الأبصار، ولا تغيره الدهور والأعصار، ولا تتوهمه الظنون والأفكار، وكل شيء عنده بمقدار. أتقن كل ما صنعه وأحكمه، وأحصى كل شيء وعلمه، وخلق الإنسان وعلَّمه. أحمده سبحانه على ما ألهمه من معلوم وفهَّمه. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة من عرف الحق والتزمه.
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أفضل من صدع بالحق وأسمعه. اللهم صل على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه وسائر من نصره وكرمه، وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد، فيا أيها الناس، اتقوا الله حق التقوى، واعرفوا ما دلت عليه هذه الكلمة من الحقيقة والمعنى. وتفطنوا لتفاصيل ذلك على القلوب والأعضاء، وتدبروا كتاب الله واعرفوا ما فيه من العلم والهدى، وعالجوا به أمراض القلوب فهو الدواء النافع والشفاء، وهو السبب الأعظم في حصول السعادة والسيادة في الآخرة والأولى. من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى من غيره أضله الله، ومن أعرض عنه استحوذ عليه الشيطان وتولاه. فهو حبل الله المتين، ونوره المبين، وصراطه المستقيم. قال جندب بن
الصفحة 14
292