كتاب أحاديث في الفتن والحوادث (مطبوع ضمن مؤلفات الشيخ محمد بن عبدالوهاب، الجزء الحادي عشر)
فَتَحْمِلُهُم فَتَطْرَحُهُم حَيْثُ شاء الله، ثُمَّ يُرْسِلُ الله مطراً لا يَكُن1 منه بيتُ مدرٍ2 ولا وَبَرٍ. فَيَغْسِل ُالأرض حتّى يَتْرُكَها كَالزَّلَفَةِ3، ثمّ يقال للأرض: أَنْبِتِي ثَمَرَتَكِ، وَرَدِّي بَرَكَتَك. فيومئذٍ تَأْكُلُ العصابةُ4 مِنَ الرُّمَّانَة.
ويَسْتَظِلُّون بِقَحْفهَا5، ويُبَارِكُ فِي الرِّسْلِ6؛ حتّى إِنَّ
__________
(لا يكن) ، أي: لا يمنع من نزول الماء.
(مدر) هو: الطّين الصّلب.
(كالزّلفة) روي: الزّلفة، بفتح الزّاي واللام والقاف.
وروى: الزّلفة: بضم الزّاي وإسكان اللام وبالفاء.
وروى الزّلفة: بفتح الزّاي واللام وبالفاء.
قال القاضي: "روي بالفاء والقاف، وبفتح اللام وبإسكانها، وكلّها صحيحة، واختلفوا في معناه، فقال ثعلب وأبو زيد وآخرون: معناه: كالمرآة.
وحكى صاحب المشارق هذا عن ابن عبّاس أيضاً. شبّهها بالمرآة في صفائها ونظافتها. وقيل: كمصانع الماء، أي: أنّ الماء يستنقع فيها حتى تصير كالمصنع الذي يجتمع فيه الماء.
وقال أبو عبيد: معناه: كالأجانّة الخضراء. وقيل: كالصّفحة. وقيل: كالرّوضة".
4 "العصابة": الجماعة.
5 "بقحفها"، بكسر القاف، هو مقعر قشرها، شبّهها بقحف الرّأس، وهو الذي فوق الدّماغ.
وقيل: ما انفلق من جمجمته وانفصل.
6 "الرّسل" بكسر الرّاء وإسكان السّين: هو اللبن.