كتاب أحاديث في الفتن والحوادث (مطبوع ضمن مؤلفات الشيخ محمد بن عبدالوهاب، الجزء الحادي عشر)
(131) وله1 عن ابن عمرو، وجاءه رجلٌ، فقال: ما هذا الحديث الّذي تُحدِّثه به؟ تقول: إنّ السّاعَةَ تَقُومُ إلى كذا وكذا. فقال: سبحان الله! أو: لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله. أو كلمة نحوهما. لقد هَمَمْتُ ألا أُحدِّث أحداً شيئاً أبداً. إنّما قلتُ: إنّكم سَتَرَونَ بَعْدَ قَلِيلٍ أمراً عظيماً، يحرِّك البيت، ويَكُونَ، وَيَكُونَ، ثُمَّ قال: قال رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم ـ: "يَخرج الدّجّال في أمَّتِي فيمكث أربعين (لا أدري: أربعين يوماً، أو أربعين شهراً، أو أربعين عاماً) .
فيبعث الله عيسى بن مريم – عليه السّلام2 – كأنّه عرْوَة بن مَسْعُودٍ، فَيَطْلُبُهُ فَيهْلكُهُ، ثُمَّ يَمْكُثُ
__________
1 صحيح مسلم بشرح النّووي، ج 18، كتاب الفتن وأشراط السّاعة، باب في خروج الدّجّال ومكثه في الأرض ونزول عيسى، وقتله، وذهاب أهل الخيرة والإيمان، ص: 75، 76.
2 "عليه السّلام"، لا توجد هذه الجملة في صحيح مسلم، "فيبعث الله عيسى". قال القاضي ـ رحمه الله ـ: "نزول عيسى ـ عليه السّلام ـ وقتل الدّجّال حقّ، وصحيح عند أهل السّنة للأحاديث الصّحيحة في ذلك. وليس في العقل ولا في الشّرع ما يبطله، فوجب إثباته".