كتاب أحاديث في الفتن والحوادث (مطبوع ضمن مؤلفات الشيخ محمد بن عبدالوهاب، الجزء الحادي عشر)

حديثاً وافق الّذي كنت أحدِّثكم عن مسيح الدّجّال".
حدّثني: أنّه ركب فِي سَفِينَةٍ بَحْرِيَّةٍ، مع ثلاثين رجلاً مِنْ لَخْم وجُذَمَ، فلعب بِهِمُ الْمَوجُ شهراً فِي الْبَحر، ثُمّ أَرْفَؤُوا إلى جزيزة1 في البحر حين2 مغرب الشّمس، فجلسوا في أقرب السّفينة3، فدخلوا الجزيرة، فَلَقِيَتْهُم دَابَّةٌ أهلبٌ4 كثير الشّعر، لا يدرون ما قبله مِنْ دُبُره، من كثرة الشّعر. فقالوا: وَيْلَكَ ما أنت؟ قالت5: أنا الْجَسَّاسَةُ. قالوا: وما الْجَسَّاسَةُ؟ قالت:
__________
1 "ثم ارفؤوا إلى جزيرة"، أي: التجأوا إليها، قال في اللّسان: أرفأت السّفينة إذا أدنيتها إلى الجدة، والجدّة: وجه الأرض أي: الشّطّ.
2 في صحيح مسلم: "حتّى مغرب الشّمس".
3 "فجلسوا في أقرب السّفينة"، الأقرب جمع قارب، على غير قياسٍ، والقياس: قوارب، وهي سفينة صغيرة تكون مع الكبيرة، كالجنيبة يتصرّف فيها ركاب السّفينة لقضاء حوائجهم.
وقيل: أقرب السّفينة: أخرياتها وما قرب منها للنّزول.
4 "أهلب"، الأهلب: غليظ الشّعر كثيره.
5 في صحيح مسلم: "فقالت": والجساسة: سمّيت بذلك لتجسسها الأخبار للدّجّال.

الصفحة 185