كتاب أحاديث في الفتن والحوادث (مطبوع ضمن مؤلفات الشيخ محمد بن عبدالوهاب، الجزء الحادي عشر)

حين اغْتَلَمَ1، فلعب بنا الموج شهراً، ثمّ أَرْفَأْنَا إلى جَزِيْرَتِك هذه. فجلسنا في أقربِها؛ فدخلنا الْجزيرة، فَلَقِيَتْنا دابّةٌ أهلب كثير الشّعر، لا ندري2 ما قبله من دبره من كثرة الشّعر. قلنا: ويلك! ما أنت؟ فقالت: أنا الْجَسَّاسَةُ. قلنا3: وما الْجَسَّاسَةُ؟ قالت: اعمدُوا إلى هذا الرّجل في الدّير؛ فإنّه إلى خَبَرِكُم بالأشواق. فأقبلنا إليك سراعاً. وفزعنا منها ولم نأمن أن تكون شيطانةً. قال4: أخبروني عن نخل بيسان5. قلنا: عن أيِّ شأنها تَسْتَخْبِر؟ قال: [هل فيها ماءُ؟ قالوا: هي كَثِيْرَةُ الماء. قال] 6: أسألكم عن نَخْلِها
__________
1 "صادفنا البحر حين اغتلم"، أي: هاج وجاوز حدّه المعتاد.
قال الكسائي: "الاغتلام: أن يتجاوز الإنسان ما حدّ له من الخير والمباح.
2 في صحيح مسلم: "لا يدرى" بالبناء للمجهول.
3 في صحيح مسلم: "فقلنا" بالفاء.
4 في صحيح مسلم: "فقال" بالفاء.
5 "نخل بيسان"، هي: قرية بالشّام.
6 ما بين القوسين لا يوجد في مسلم، والظّاهر أنّه خطأ من النّاسخ.

الصفحة 187