كتاب أحاديث في الفتن والحوادث (مطبوع ضمن مؤلفات الشيخ محمد بن عبدالوهاب، الجزء الحادي عشر)

وأعظمه، وأمّده خواصر، وأدرّه ضروعاً، وإنّه لا يبقى شيء من الأرض إلاّ وَطِئَه وَظَهَر عليه إلاّ مكّة والْمدينة؛ فإنّه لا1 يَأْتِيهما من نَقْبٍ مِنْ نقَابِهما إلاّ لَقِيَتْهُ الْمَلائكةُ بالسُّيُوفِ صَلْتَةً2؛ حتّى يَنْزِلَ عند الظّريب3 الأَحْمَر، عند منْقَطَع السَّبْخَة4. فَتَرجفُ5 الْمَدينة بأهلها ثلاث رَجْفَاتٍ، فلا يَبْقَى منافقٌ، ولا مُنَافِقَةٌ إلاّ خَرج إليه فَتَنْفِي الْخَبَثَ6 منها كما ينفي الكيْرُ خَبَثَالْحديدِ، ويدعى ذلك اليوم يوم الْخَلاَص".
__________
1 في سنن ابن ماجه: "لا يأتيهما من نقب"، بدون لفظ: فإنّه، والنّقب: الطّريق بين جبلين.
2 "صلته"، أي: مجرّدة، يقال: أصلت السّيف، إذا جرّده من غمده، وضربه بالسّيف صَلْتَاً وصُلْتاً.
3 "الظّريب"، تصغير ظربٍ، بوزن كتف، والظّراب: الجبال الصّغار.
4 "السّبخة"، هي: الأرض التي تعلوها الملوحة، ولا تكاد تنبت إلاّ بعض الشّجر.
5 "فترجف"، أصل الرّجف: الحركة والاضطراب، أي: تتزلزل وتضطرب.
6 "الخبث" هو: ما تلقيه النّاس من وسخ الفضّة والنّحاس وغيرهما إذا أُذيبا.

الصفحة 205