كتاب أحاديث في الفتن والحوادث (مطبوع ضمن مؤلفات الشيخ محمد بن عبدالوهاب، الجزء الحادي عشر)

باَبُ نُزُولِ عِيسَى1 عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ
__________
1 يُسَمّى عيسى ـ عليه الصّلاة والسّلام ـ بالمسيح.
وقد اختلف العلماء في سبب تسميته مسيحاً.
قال الواحدي: ذهب أبو عبيد واللّيث: إلى أنّ أصله بالعبرانية مشيحاً، فعرّبته العرب وغيّرت لفظه كما قالوا: موسى، وأصله: موشى، أو ميشا بالعبرانية، فلما عرّبوه غيّروه، فعلى هذا لا اشتقاق له.
قال: وذهب أكثر العلماء إلى أنّه مشتقٌ، وكذا قال غيره: إنّه مشتق على قول الجمهور، ثم اختلف هؤلاء.
فحكى عن ابن عبّاس ـ رضي الله عنهما ـ أنّه قال: لأنّه لم يمسح ذا عاهة إلاّ بُرِئَ.
وقال إبراهيم وابن الأعرابي: المسيح: الصّديق.
وقيل: لأنّه ممسوح أسفل القدمين، لا أخمص له.
وقيل: لمسح زكريا إيّاه.
وقيل: لمسحه الأرض، أي: قطعها.
وقيل: لأنّه خرج من بطن أمّه ممسوحاً بالدّهن.
وقيل: لأنّه مسح بالبركة حين وُلدِ.
وقيل: لأنّ الله تعالى مسحه، أي: خلقه خلقاً حسناً.
وقيل: غير ذلك. والله أعلم. اهـ. نووي.
ونزول عيسى ـ عليه الصّلاة والسّلام ـ حقّ عند جمهور المحدِّثين والمفسِّرين والفقهاء، وقد جاء به كثير من الأحاديث الصّحيحة

الصفحة 212