كتاب أحاديث في الفتن والحوادث (مطبوع ضمن مؤلفات الشيخ محمد بن عبدالوهاب، الجزء الحادي عشر)

"يُخَرِّبُ الْكَعْبَةَ ذُو السُّوَيْقَتَيْن1 من الْحَبَشَة".
(165) وللبخاري2: عن ابن عبّاس: عن النّبيّ – صلّى الله عليه وسلّم- قال: "كَأنِّي به أَسْوَدَ أَفْحَجَ3 يَقْلَعُها حَجَراً حَجراً" 4.
__________
1 "ذو السّويقتين"، هما: تصغير ساقي الإنسان، قال القاضي: "صغّرهما لرقّتهما، وهي صفة سوق السّودان غالباً، ولا يعارض هذا قوله تعالى: {حَرَماً آمِناً} ، [العنكبوت، من الآية: 67] ؛ لأنّ معناه: آمناً إلى قرب القيامة وخراب الدّنيا، ولهذا وقع في رواية سعيد بن سمعان: "لا يعمر بعده أبداً".
وقد قيل: ذلك فيه من القتال وغزو أهل الشّام له إلى غير ذلك من الوقائع، وكلّ ذلك لا يعارض قوله تعالى: {حَرَماً آمِناً} ، [العنكبوت، من الآية: 67] ، لأنّ ذلك إنّما وقع بأيدي المسلمين فهو مطابق لقوله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ: "ولن يستحلّ هذا البيت إلاّ أهله"، فوقع ما أخبر به النَّبِيّ ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ، وهو من علامات نبوّته، وليس في الآية ما يدلّ على استمرار الأمن المذكور فيها".
2 صحيح البخاري بشرح الفتح ج 3، كتاب الحجّ، باب هدم الكعبة، ص: 460.
3 "أسود أفحج"، أفحج بوزن أفعل بفاء ثم حاء ثم جيم، والفحج: تباعد ما بين السّاقين.
4 "حجراً حجراً"، حال، كقولك: بَوَّبْتُه باباً باباً.

الصفحة 229