كتاب أحاديث في الفتن والحوادث (مطبوع ضمن مؤلفات الشيخ محمد بن عبدالوهاب، الجزء الحادي عشر)

حِيْن تركوه، فَيَحْفِرُونَهُ ويَخْرَجُون على النّاس فَيَسْقَونَ1 الْمَاءِ. وَيَتَحَصَّنُ النّاسُ مِنْهُم فِي حُصُونِهِم؛ فَيَرْمُون سِهَامَهم2 إلى السّماء، فَيَرْجِعُ عَلَيهَا الدَّمُ الّذي اجْفَظَّ3، فَيَقُولُونَ: قَهَرْنَا أَهْلَ الأرض، وَعَلَوْنَا أَهْلَ السّماء، فَيَبْعَثُ الله نَغَفاً فِي أَعْنَاقِهم4، فَتَقْتُلُهم".
قال رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم:
"والّّذي نفسي بيده! إنّ دَوَابّ الأرض لَتَسْمَنُ وَتَشْكُرُ5 شُكْراً مِنْ لُحُومِهِم".
__________
1 في السّنن: "فَيَنْشِفُون الماءَ"، وأصل النّشف: دخول الماء في الأرض أو الثّوب، يقال: نشفت الأرض الماء تنشفه نشفاً، شربته. ونشف الثّوب العرقَ وتَنَشَفّه.
2 في السّنن: "فيرمون بسهامهم".
3 "فترجع عليها الدّم الذي اجفظ" أي: ملأها، أي: ترجع السّهام عليهم حال كون الدّم ممتلئاً عليها، فكأنّ قوله: "عليها الدّم الذي اجفظ" جملة حالية من قوله: "فترجع"، فلفظ: "اجفظ" من باب أحمر، من الجفظ، في القاموس: الجفيظ: المقتول المنتفخ، والْجَفْظُ الملء، واجفاظّت الجيفة، واجفأظّت، كاحمارّ واطمأن: انتفخت.
4 في السّنن: "فيبعث الله نغفاً في أقفائهم فيقتلهم بها" والنّغف: دود يكون في أنوف الإبل والغنم، واحدتها: نَغَفة.
5 "وتشكر" أي: تسمن وتمتلئ شحماً، يقال: شَكِرَت النّاقة تَشْكَر شكراً، إذا سمنت وامتلأ ضرعها لبناً.

الصفحة 258