كتاب أحاديث في الفتن والحوادث (مطبوع ضمن مؤلفات الشيخ محمد بن عبدالوهاب، الجزء الحادي عشر)

عبدُ الله بنُ سلامٍ إلى النَّاسِ فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ كَانَ اسْمِي فِي الْجَاهِلِيَّةِ فُلاَنٌ. فَسَمَّانِي رسولُ الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ عبدَ الله. وَنَزَلَتْ فِيَّ آياتٌ مِنْ كِتَابِ الله: نَزَلَ1 فِيّ: {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ} ، [الأحقاف، من الآية: 10] الآية2.
وَنَزَلَ فِيّ: {قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ} ، [الرّعد، من الآية: 43] 3.
إِنَّ لله سَيْفاً مَغْمُوداً4 عَنْكُم، وَإِنَّ الْمَلاَئِكَةَ قَدْ جَاوَرَتْكُم فِي بَلَدِكُم هَذَا، الَّذِي نَزَلَ فِيهِ نَبِيُّكُم. فَالله الله في
__________
1 في السّنن (نزلت) بالتّاء في الرِّوايتين.
2 والشّاهد من بني إسرائيل. هو عبد الله بن سلام. كما قال الحسن ومجاهد وقتادة وغيرهم – والسّورة وإن كان كانت مكيّة، إلاّ أنّ هذه الآية مدنية. فيخصص بها عموم القول بأن السّورة كلّها مكيّة. والشّهادة على مثل القرآن من المعاني الموجودة في التّوراة المطابقة له: من إثبات التّوحيد والبعث والنّشور وغير ذلك. والمثلية: هي باعتبار تطابق المعاني، وإن اختلفت الألفاظ.
3 {وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ} ، قيل: هو عبد الله بن سلاَم. وقيل: هم مؤمنو أهل الكتاب.
4 "مغموداً" أي مستوراً في غلافه.

الصفحة 33