كتاب أحاديث في الفتن والحوادث (مطبوع ضمن مؤلفات الشيخ محمد بن عبدالوهاب، الجزء الحادي عشر)

"ثُمَّ يَخْرُجُ الدَّجَّالُ مَعَهُ نَهَرٌ وَنَارٌ1، فَمَنْ وَقَعَ فِي نَارِهِ، وَجَبَ أَجْرُهُ2 وَحُطَّ وِزْرُهُ. وَمَنْ وَقَعَ فِي نَهْرِهِ، وَجَبَ وِزْرُهُ وَحُطّ أَجْرُهُ"3. قُلْتُ ثُمَّ: مَاذَا؟ قَالَ4: "هِيَ قِيَامُ السَّاعَةِ ".
__________
1 "ومعه نهر ونار" أي: نهر ماء وخندق نار، قيل إنّهما على وجه التخيل من طريق السّحر.
وقيل: ماؤه في الحقيقة، نار وناره؛ ماء.
2 "وجب أجره"، أي: ثبت وتحقّق أجر الواقع. "وحط وزره"، أي: ورفع وسومح.
3 "وحط أجره"، أي: بطل عمله السّابق.
4 في أبي داوود: "ثمّ هي قيام السّاعة".
ومعنى الحديث: إذا لم يكن في الأرض خليفة، فعليك بالعزلة والصّبر على تحمّل شدّة الزّمان، وعض أصل الشّجرة: كناية عن مكابدة المشقّة. كقولهم: فلان يعض الحجارة من شدّة الألم؟ أو المراد اللزوم؛ كقوله في الحديث الآخر؟: "عضوا عليها النّواجذ".

الصفحة 42