كتاب أحاديث في الفتن والحوادث (مطبوع ضمن مؤلفات الشيخ محمد بن عبدالوهاب، الجزء الحادي عشر)
(43) وعن حُذَيْفَةَ1. قال: حدّثنا رسولُ الله – صلّى الله عليه وسلّم - حديثين. قد رأيت أَحْدَهُما. وأنا أَنْتَظِرُ الآخرَ حدّثنا:
"أنَّ الأَمَانَةَ2 نَزَلَتْ فِي جَذْرِ3 قُلُوبِ الرِّجال. ثمّ نَزَلَ الْقُرْآنُ. فَعَلِمُوا من الْقُرْآنِ، وَعَلِمُوا مِنَ السّنةِ".
ثمّ حدّثنا عن رَفْعِ الأَمَانَةِ قال:
"يَنَامُ الرّجلُ النَّوْمَةَ فَيُقْبْضُ4 الأَمَانَةُ مِن قَلْبِهِ،
__________
1 صحيح البخاري بشرح الفتح جـ 13 – كتاب الفتن – باب إذا بقي في حثالة من الناس ص 38 وصحيح مسلم بشرح النووي جـ2 – كتاب الأيمان – باب رفع الأمانة والأيمان من بعض القلوب ص 167.
2 "الأمانة"، الظّاهر: أن المراد بالأمانة: التكليف الذي كلف الله تعالى به عباده، والعهد الذي أخذه عليهم.
وقال صاحب التحرير: الأمانة في الحديث هي الأمانة المذكورة في قوله تعالى: {إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ} ، [الأحزاب، من الآية: 72] ، وهي عين الإيمان. فإذا استمكنت الأمانة من قلب العبد قام حينئذ بأداء التكاليف، واغتنم ما يرد عليه منها، وجدّ في إقامتها.
(جذر قلوب الرجال) الجذر: بفتح الجيم وكسرها: لغتان. قال في الفائق: الجذر بالفتح، والكسر: الأصل.
4 في الصحيحين: "فتقبض الأمانة"، بالتاء بدل الياء.