كتاب أحاديث في الفتن والحوادث (مطبوع ضمن مؤلفات الشيخ محمد بن عبدالوهاب، الجزء الحادي عشر)
إِنَّمَا أَوْلَيَائِي الْمُتَّقُون1. ثُمَّ يَصْطَلِحُ النّاسُ علَى رَجُلٍ كَوَرَكٍ عَلَى ضِلْعٍ2. ثُمَّ فِتْنَةُالدُّهْيَمَاءِ،3 لا تَدَعُ أَحداًً مِن هِذِهِ الأمّةِ إلاّ لَطَمَتْهُ لَطْمَةً4، فَإِذَا قِيلَ: انْقَضَتْ تَمَادَتْ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ فيهَا مُؤْمِناً، وَيُمْسِي كاَفراً،
__________
1 "وإنّما أوليائي المتقون" فيه أن الاعتبار كل الاعتبار للمتقي. وإن بعد عن الرّسول – صلى الله عليه وسلّم – في النّسب. وأنّه لا اعتبار للفاسق والفتّان عند رسول الله - صلى الله عليه وسلّم – وإن قرب في النسب.
2 "كورك على ضلع"، ورك بفتح وكسر، وهو ما فوق الفخذ. وضلع بكسر ففتح واحد الضلوع، أو الأضلاع.
قال الخطابي: هو مثل. ومعناه: الأمر الذي لا يثبت ولا يستقيم. وذلك أن الضّلع لا يقوم بالورك. وبالجملة: يريد أن هذا الرجل غير خليق للملك، ولا مستقل به.
وفي النهاية: أي يصطلحون على أمر واه، لا نظام له ولا استقامة؛ لأن الورك لا يستقيم على الضّلع، ولا يتركب عليه؛ لاختلاف ما بينهما وبعده.
3 "فتنة الدهماء"، بضم ففتح، والدهماء. السوداء. والتصغير للذّّم. أي: الفتنة العظماء والطّامة العمياء.
وفي النهاية: تصغير الدهماء: يريد الفتنة المظلمة. والتصغير للتعظيم.
4 "إلاّ لطمته لطمة"، أصل اللطم: الضرب على الوجه ببطن الكف. والمراد: أن أثر تلك الفتنة يعمّ الناس، ويصل لكل أحد من ضررها.