كتاب أحاديث في الفتن والحوادث (مطبوع ضمن مؤلفات الشيخ محمد بن عبدالوهاب، الجزء الحادي عشر)

"لَتُنْتَقُونَ كَمَا يُنْتَقَى التَّمْرُ مِنْ أَغْفَالِهِ1. وَلَيَذْهَبَنَّ2 خِيَارُكُم. وَلَيَبْقَيَنَّ شِرَارُكُم. فَمُوتُواإِنْ3 اسْتَطَعْتُم".
(62) وللبخاريّ4: عن مِرْدَاسٍ الأَسْلَمِيِّ: قال رسولُ الله - صلّى الله عليه وسلّم:
"يَذْهَبُ الصَّالِحُون: الأوّلُ فَالأوّلُ، وَتَبْقَى حُفَالَةُ5 كَحُفَالَةِ الشَّعِيْرِ وَالتَّمْرِ، لاَ يُبَالِيْهُمُ الله6 بَالَةً".
__________
1 "من أغفاله"، أي: مما لا خير فيه. جميع غُفل.
2 في سنن ابن ماجه: "فليذهبنّ"، بالفاء بدل الواو.
3 "فموتوا إن استطعتم"، أي: إذا تحقق ذلك فموتوا. يريد أن الموت خير حينئذ من الحياة- فلا ينبغي أن تكون الحياة عزيزة.
4 فتح الباري بشرح البخاري – ج11 – كتاب الرقاق – باب ذهاب الصالحين ص 251.
5 الحفالة والحثالة: بمعنى واحد. وقد وردت الرواية بكل من اللفظين. قال الخطابي: الحفالة بالفاء، وبالمثلثة: الرديء من كل شيء.
وقيل: آخر ما يبقى من الشعير والتمر وأردؤه. وقال ابن التين: الحثالة: سقط الناس.
6 "لا يباليهم الله بالة". قال الخطابي: لا يرفع لهم قدراً، ولا يقيم لهم وزناً.

الصفحة 89