كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 12)

هذه الآية تخبرنا أن الكفار حين يعذبون في النار فإن جلدهم يستبدل كلما احترق والسبب في ذلك أن الجلد يحوي منطقة المستلمات الحسية ( Thermo Receptors) Nociceptors بالإضافة إلى الأعصاب الأخرى المسئولة عن الإحساس بالألم (خاصة الحرارة) وتقل كثيرا في طبقات تحت الجلد كالعضلات والألياف. وكما هو معروف طبيا في حالة الحروق العميقة (3 rd Degree Burn) التي يفقد فيها الجلد الإحساس بالألم على العكس في حالة الحروق السطحية (1 st Degree Burn) التي تكون مؤلمة جدا لأن المراكز الحسية موجودة في الطبقة السطحية للجلد ( Epidermis).
ولذلك فإن استبدال الجلد التالف بآخر سليم يؤدي إلى إعادة مراكز الألم والإحساس فيها فتزيد من شدة العذاب في جهنم.
يقول اللّه تعالى: ... وسُقُوا ماءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعاءَهُمْ ... ، (محمد: من الآية 15). لم يقل اللّه عزّ وجلّ (فبدلناهم أمعاء غيرها) كما قال في شأن الجلد ... كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها ... ، (النساء: من الآية 56). فإذا شرب ماء حارا فإنه لم يتألم لوجود الطبقة المخاطية في المعدة والأمعاء، فإذا أزيلت هذه الطبقة ودمرت ووصلت المواد المخدشة والماء الحار إلى الأجزاء الحساسة في التجويف البريتورني ( Peritoneal Cavity) أحس الإنسان بآلام شديدة كما في حالة القرحة ( Ulcer) ولهذا لا يبدل اللّه أمعاءهم زيادة في تعذيبهم والتنكيل بهم. فهل كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أستاذا في التشريح، بل هو الحق من اللّه وصدق اللّه ورسوله.

الصفحة 29