كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 12)

لنفسه)) «1» .. وقد ذكرنا هذا الموضوع في مبحث الاستشفاء بالصلاة في كتاب سابق من هذه السلسلة.
3 - الغضب والعلاج الإسلامي:
الغضب أحد الانفعالات الرئيسية التي زود اللّه سبحانه وتعالى بها الإنسان من أجل أن يحافظ على كيانه النفسي .. ويعرف الغضب بأنه انفعال غير سار ينتاب الإنسان، وينشأ عن فسيولوجية داخلية ومظاهر جسمانية خارجية تعبر عن درجة هذا الانفعال، ويؤثر الغضب على الجسم سلبا أو إيجابا وذلك حسب نوعه ودرجة حدته.
ويمكن تقسيمه إلى نوعين رئيسيين:
1. غضب معتدل وصحي، وهو الغضب الذي لا يذهب بصواب الإنسان بل يخضع لسيطرته فلا يتمادى فيعتدي، وهذا النوع من الغضب رفيق الإنسان في حياته ففيه الحماية للدين والوطن والعرض والحقوق.
2. الغضب الجامح، وفيه يتحول الغضب كانفعال من اعتداله الصحي الحميد إلى تطرف مرضي خطير وخبيث وشحنة ناسفة وطاقة هائلة توجه إلى التحطيم والتخريب. وهذا النوع من الغضب يتغلب على الإنسان، فيفقد صوابه وعقله وبصيرته.
وعند الغضب تعتري الجسم أعراض وعلامات تتلخص في شحوب واصفرار لون الوجه والأطراف واتساع حدقة العين وانتصاب شعر الرأس، وتصبب العرق الغزير، وتسارع دقات القلب، وازدياد ضغط الدم. وتعزى ظهور هذه الأعراض إلى تأثير هرمون مهم يسمى (الأدرينالين) أو ما يمكن أن نطلق عليه مجازا بهرمون الغضب، وهو يفرز من قبل الغدة الكظرية.
أما الأمراض التي يمكن أن يسببها الغضب الجامح أي النوع الثاني من الغضب فهي كثيرة وخطيرة نجملها بما يلي:
1. أمراض القلب وجهاز الدوران، ومنها:
______________________________
(1) العلم والإعجاز، د. دلاور محمد صابر، ص 26 - 29، بتصرف. والحديث أخرجه النسائي وابن ماجة والترمذي والحاكم، السنن الكبرى، 4/ 178، رقم (6770)، سنن ابن ماجة، 2/ 1111، برقم (3349)، سنن الترمذي، 4/ 590، رقم (2380)، والمستدرك، 4/ 367، رقم (7945).

الصفحة 34