كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 12)

وفي كتابنا هذا والذي يليه سيكون لنا إطلالة على هذا البحر الكبير.
كما يبحث هذا الكتاب في تربية الإسلام للنفس البشرية وكيفية السمو بها لتجعل من صاحبها فردا مفيدا للمجتمع، وكيف عالج كل من القرآن والسنة هذه المفردة الخطيرة التي يبنى عليها كل معروف وخير في هذا العالم .. والإسلام يبني الأمور على التناغم والترابط بين المادة والروح، والعلم والخلق وكما ذكرنا في الكتب السابقة ... فمثلا يبين لنا النبي صلّى اللّه عليه وسلّم أن العمل الخيّر والمعروف لا يقتصر على ممارسات تعبدية، بل هو خلق جميل وتعامل طيب مع الجميع بدءا من الأسرة وانتهاء بالعمل والمجتمعات، بل وحتى ابتسامة رقيقة مع الناس تكتب لك فيها عمل صالح يرضى به اللّه عنك ويكافئك عليه في الدنيا بمحبة وقبول تنزل لك في قلوب الناس، وفي الآخرة لك به الجزاء الأوفى .. فقد أخرج الإمام مسلم في صحيحه (كتاب البر والصلة والآداب 4760) عن عبد اللّه بن الصّامت عن أبي ذرّ قال: قال لي النّبي صلّى اللّه عليه وسلّم (لا تحقرنّ من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق) ..
فهل من تربية للنفس أجمل وأسمى من ربط العبادات بالسلوك والمعاملات لبناء الإنسان الأمثل ومن ثم المجتمع الأجمل.

الصفحة 4