كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 12)

عن ابن عجلان عن أبي هريرة عن النّبي صلّى اللّه عليه وسلّم مرسلا قال أبو عيسى قال محمّد وحديث اللّيث أشبه ولم يعدّ حديث عبد الحميد محفوظا ... وفي نفس الباب (النكاح 1005) عن أبي حاتم المزنيّ قال قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه إلّا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد قالوا يا رسول اللّه وإن كان فيه قال إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه ثلاث مرّات). قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب وأبو حاتم المزنيّ له صحبة ولا نعرف له عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم غير هذا الحديث .. يقول بعض أهل الحديث إن من معنى الحديث التفرقة بين الدين والخلق، فالدين غير الخلق، الدين يقصد به هنا العبادات والعلاقة مع اللّه لأن الزوج إن أحب المرأة أكرمها وإن كرهها لم يظلمها. وأما الخلق فيقصد به أدب التعامل مع الخلق، وهو ما يؤدي لحسن التعامل مع الزوجة، وهنا إشارة إلى تربية الزوج في بيته وأسرته والعادات التي اكتسبها منهم.
2. في حديث أنواع النكاح للنساء الذي اتفق عليه أغلب أهل السنن (النسائي، الدارمي، أحمد، ابن ماجة)، يذكر لنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قانونا مهما لبقاء الحياة الزوجية وديمومتها وهو أن المرأة ذات الدين هي التي تحفظ لك ديمومة الأسرة والتربية الصالحة ولا يمنع ذلك أنها قد تكون جميلة أو ذات مال أو حسب. يقول صلّى اللّه عليه وسلّم في الحديث الذي أخرجه النسائي (النكاح 3178) عن أبي هريرة عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال (تنكح النّساء لأربعة لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدّين تربت يداك) .. قال أهل الحديث أي ثبت زواجك كما يثبت التراب على اليد إن أصابته .. ويعضد ذلك قوله صلّى اللّه عليه وسلّم في حديث كنز الحياة الدنيا وهو ما صح عن الإمام مسلم في صحيحه (الرضاع 2668) عن عبد اللّه بن عمرو أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال (الدّنيا متاع وخير متاع الدّنيا المرأة الصّالحة)، وفي سنن أبي داود (كتاب الزكاة 1417) عن مجاهد عن ابن عبّاس قال لمّا نزلت هذه الآية (والّذين يكنزون الذّهب والفضّة) قال كبر ذلك على المسلمين فقال عمر رضي اللّه عنه أنا أفرّج عنكم فانطلق فقال يا نبيّ اللّه إنّه كبر على أصحابك هذه الآية فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم (إنّ اللّه لم يفرض الزّكاة إلّا ليطيّب ما بقي من أموالكم وإنّما فرض المواريث لتكون لمن

الصفحة 42