كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 12)

أنواع الحديث الدائر بين الناس لأن أكثره في أمور تافهة أو باطلة أو لا تؤدي لسمو البشر، فقال تعالى ليبين عظمة فعل الصلح والإصلاح * لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْواهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ ومَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً (114)، (النساء: 114).
ولعلنا لا نعطي للموضوع حقه ولا نفيه كل تفاصيله مما جاء في هذا الأمر من آيات وأحاديث، وحسبنا أننا بينا عظمة السبق القرآني في علاج حالات الخلل النفسي والاجتماعي في الأسرة وأعضائها. ونترك الإفادة لأهل الاختصاص والإجادة.
5 - سلوك النفس البشرية في القرآن الكريم:
ذكر اللّه تعالى لنا في القرآن الكريم حالات النفس البشرية وأمراض القلوب، وفصلت ذلك السنة المطهرة. وقد نحتاج إلى عدة مؤلفات لتفصيل ذلك، ولكننا آثرنا أن نختصر قدر الإمكان.
هناك سورة كاملة تسمى سورة الإنسان في القرآن الكريم، كما ذكرت كلمة الإنسان معرفة (58) مرة، وكلمة إنسان نكرة (65) مرة، وكلمة نفس نكرة (47) مرة، وكلمة النفس معرفة (7) مرات، كل ذلك يدل على أهمية الموضوع، وأن معالجة هذه النفس الإنسانية هي الأساس في نزول القرآن .. سوف نستعرض أدناه وبإيجاز بعض الحالات التي تطرق إليها الكتاب العزيز في هذا الموضوع مع تعليق مقتضب، مع التذكير بأننا سنذكر تفاصيل أكثر في هذا الموضوع في كتاب الاقتصاد والاجتماع من هذه السلسلة خصوصا ما يصاحب البشر من قلق جراء تصرفات اجتماعية بعينها:
1. ضعف الإنسان اتجاه الشهوات:
زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَواتِ مِنَ النِّساءِ والْبَنِينَ والْقَناطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ والْفِضَّةِ والْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ والْأَنْعامِ والْحَرْثِ ذلِكَ مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا واللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ (14) (آل عمران: 14).
يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وخُلِقَ الْإِنْسانُ ضَعِيفاً (28)، (النساء: 28).
2. حاجة الإنسان إلى رب يلتجئ إليه وقت الشدائد، ومن ثم إنكار فضل اللّه تعالى عليه:

الصفحة 46