كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 12)

(3) يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها (4) بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحى لَها (5) يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتاتاً لِيُرَوْا أَعْمالَهُمْ (6) فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ (7) ومَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8)، (الزلزلة).
13. عظمة خلق الإنسان:
لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4)، (التين: 4).
14. أمراض الحسد والسحر ووسوسة الشياطين
وهو ما ذكر في سورتين من أعظم ما أنزل على المصطفى صلّى اللّه عليه وسلّم أ لا وهما المعوذتان (الفلق والناس) قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ (2) ومِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ (3) ومِنْ شَرِّ النَّفَّاثاتِ فِي الْعُقَدِ (4) ومِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ (5) .. قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلهِ النَّاسِ (3) مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ والنَّاسِ (6).
هذه الأمراض قد تكون جراء أسباب تربوية أو اجتماعية أو بيئية معينة. لأن من أثر قوانين الابتلاء والفتنة والتسخير «1» أمراضا تدخل وتأكل في قلوب الناس والمجتمعات فتعمل على نخرها وتدميرها ومنها الحسد والغيبة والنميمة وغيرها، وهذا قد حدّث به القرآن الكريم كما يتبين ذلك في قول اللّه تعالى محدثا عن لسان أقوام سبقوا وكَذلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهؤُلاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ (53)، (الأنعام: 53) .. ومعنى الفتنة هنا ما يكون من أمر الحسد بين الناس بسبب تفضيل بعضهم على بعض، ومنه الحسد الذي لا يدخل في باب الغبطة وهو الحسد الجالب للأذى بأنواعه. ومن الحسد حسد للمال والولد والجاه والسلطان والعلم (وهو أخطر الحسد الذي كان سببا لعداوة أهل الشر للأنبياء والرسل والمصلحين والعلماء) وغيره ... ومن هذا كان معنى قول سيدنا يعقوب عليه السلام لأولاده عند دخولهم على عزيز أن ادخلوا من أبواب متفرقة خشية أن تحسدوا لكثرتكم، وهو ما
______________________________
(1) يراجع كتابنا (القوانين القرآنية للحضارات) حول القوانين المسببة لهذه الأمراض.

الصفحة 50