كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 12)

الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ (39) وجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها فَمَنْ عَفا وأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (40) ولَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولئِكَ ما عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ (41) إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ ويَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (42) ولَمَنْ صَبَرَ وغَفَرَ إِنَّ ذلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (43) ومَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ وَلِيٍّ مِنْ بَعْدِهِ وتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ (44)، (الشورى) ..
فقد جمعت الآيات المباركات الدعوة للزهد بالدنيا لأن ما في الآخرة أفضل من حيث النوع وأكثر دواما، ولكن لمن يحمل مواصفات خاصة في مواقف صعبة، وهم:
1 - أهل الصبر والتحمل في تجنب الشهوات من كبائر الإثم والفواحش والفتن إذا ما تعرضوا له.
2 - الذين يغفرون أثناء الغضب، ويا له من موقف.
3 - المستمرون على العبادات بأكمل صورها.
4 - أهل المشورة والتشاور وعدم الاستبداد في أوقات الشدة والفرج.
5 - الذين ينفقون من أموالهم للمحتاجين في أوقات العسر واليسر.
6 - الذين ينتصرون للمظلوم أمام الظالم أيا كان نوعه ومهما بلغت قوته.
7 - أهل العفو والعدل في جميع المواقف ولو على أنفسهم والأقربين.
8 - كما تشكل لنا الآيات نفسها قانونا للدفاع عن الحقوق للفرد والجماعة، ومتى يتحتم الصبر ومتى يجب الاقتصاص من الظالمين.
والآيات المعالجة للحالات النفسية والاجتماعية كثيرة جدا في كتاب اللّه تعالى وسنة رسوله صلّى اللّه عليه وسلّم، يمكننا إن تبحرنا فيها أن نصل للحقيقة الساطعة وهو أن ما جاء به الإسلام من العدل وطبقة على مدار قرون عديدة في البلدان التي حكمها، خصوصا عند ما

الصفحة 56