كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 12)

طبق الشرع الحنيف بشكل كامل، لم تستطع أية تشريعات أخرى على مدى التاريخ من أن تدانيه في ذلك.
إن النفس البشرية تبقى أكثر الأمور غموضا وسبب ذلك يعود لجهلنا بهذه اللطائف الإلهية العظيمة، العقل أو الدماغ، الروح ومكنوناتها وأسرارها: ويَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا (85)، (الإسراء: 85).
سنحاول في الكتاب اللاحق سبر أغوار هذه اللطائف الإلهية الكريمة التي شرف اللّه تعالى الإنسان بها فميزه بها عن بقية خلقه. فلنا عودة بإذن اللّه تعالى إلى موضوع النفس والأحلام والباراسايكولوجي وكيف عالج القرآن الكريم موضوع الحالة النفسية لرائي الحلم أو الرؤيا في كتابنا اللاحق من هذه السلسلة، وفي كتاب الاجتماع سنعرج على الفروقات النفسية والسلوكية والتشريحية لدماغ الجنسين. فهذا القرآن لم يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ولكن الناس يعاندون ويجادلون وهم لا يعلمون أنهم على أنفسهم يضحكون، وصدق اللّه تعالى الذي يواسي نبيه صلّى اللّه عليه وسلّم بعد ما كذبه قومه وأحزنوه وآذوه وهو الذي يريد لهم الخير، بقوله سبحانه: قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ ولكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآياتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (33)، (الأنعام: 33).
فسبحان من أحصى كل شيء وعده عدا، وأعطى لكل حق حقه وهدى ..
إلى اللقاء مع الكتاب القادم والسلام عليكم ورحمة اللّه تعالى وبركاته.

الصفحة 57