كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 12)

وقد روى النسائي من طريق أبي سلمة عن عائشة في سبب البكاء أنه ميت، وفي سبب الضحك الأمرين الأخيرين.
ولابن سعد من رواية أبي سلمة عنها: إن سبب البكاء موته، وسبب الضحك لحاقها به.
وعند الطبراني -من وجه آخر- عن عائشة, أنه قال لفاطمة: "إن جبريل أخبرني أنه ليس امرأة من نساء المؤمنين أعظم رزية منك، فلا تكوني أدنى امرأة منهن صبرًا".
وفي الحديث: إخباره -صلى الله عليه وسلم- بما سيقع، فوقع كما قال -صلى الله عليه وسلم، فإنّهم اتفقوا على أنَّ فاطمة رضي الله عنها كانت أوّل من مات من أهل بيت النبي -صلى الله عليه وسلم- بعده، حتى من أزواجه -عليه الصلاة والسلام.
وقد كان -صلى الله عليه وسلم- من شدة وجعه يغمى عليه في مرضه ثم يفيق، وأغمي عليه مرة فظنّوا أن وجعه ذات الجنب فلدوه، فجعل يشير إليهم أن لا يلدوه، فقالوا:
__________
وقد روى النسائي من طريق أبي سلمة" ابن عبد الرحمن "عن عائشة, في سبب البكاء أنه ميت، وفي سبب الضحك الأمرين الأخيرين" أنها أوّل أهله لحاقًا به، وأنها سيدة نساء أهل الجنة، وهذا يؤيد الجمع الثاني.
"ولابن سعد من رواية أبي سلمة عنها" أي: عائشة: "إنَّ سبب البكاء موته, وسبب الضحك لحاقها به" فوافق رواية عروة.
"وعن الطبراني من وجهٍ آخر عن عائشة, أنه -صلى الله عليه وسلم- قال لفاطمة: "إن" بكسر الهمزة "جبريل أخبرني أنه ليس امرأة من نساء المؤمنين أعظم رزية" براء فزاي- مصيبة "منك، فلا تكوني أدنى" أقل "امرأة منهن صبرًا" وبهذا فضلت أخواتها؛ لأنهنَّ متن في حياته, فكنَّ في صحيفته، ومات هو في حياتها فكان في صحيفتها، ولا يقدر قدر ذلك إلا الله تعالى.
"وفي الحديث" معجزة، وهو إخباره -صلى الله عليه وسلم- بما سيقع، فوقع كما قال، فإنهم اتفقوا على أنَّ فاطمة أوّل من مات من أهل بيت النبي -صلى الله عليه وسلم- بعده" بستة أشهر على الصحيح "حتى من أزواجه -عليه الصلاة والسلام، وقد كان -صلى الله عليه وسلم- من شدة وجعه يغمى عليه في مرضه ثم يفيق، وأغمي عليه مرة، فظنوا أن وجعه ذات الجنب فلدوه" بإشارة أم سلمة وأسماء بنت عميس، كما رواه ابن سعد عن أبي بكر بن عبد الرحمن "فجعل يشير إليهم أن لا يلدوه -بضم اللام "فقالوا: كراهية المريض للدواء".

الصفحة 102