كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 12)
القيامة وعليهم حقه, فيقعوا في خطيئة عظيمة, وتعقَّب بأنه كان يمكن أن يقع العفو؛ ولأنه كان لا ينتقم لنفسه، والذي يظهر أنه أراد بذلك تأديبهم لئلَّا يعودوا، فكان ذلك تأديبًا لا اقتصاصًا ولا انتقامًا.
قيل: وإنما كره اللدود مع أنه كان يتداوى؛ لأنه تحقق أنه يموت في مرضه، ومن تحقق ذلك كره له التداوي.
قال الحافظ ابن حجر: وفيه نظر، والذي يظهر أنَّ ذلك كان قبل التخيير والتحقيق، وإنما أنكر التداوي لأنه كان غير ملائم لدائه؛ لأنهم ظنوا أن به ذات الجنب, فداووه بما يلائمها، ولم يكن فيه ذلك، كما هو ظاهر في سياق الخبر.
وعند ابن سعد قال: كانت تأخذ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الخاصرة، فاشتدت به, فأغمي عليه، فلددناه، فلمَّا أفاق قال: "كنتم ترون أن الله يسلط علي ذات الجنب، ما كان الله ليجعل لها عليّ سلطانًا، والله لا يبقى أحد في البيت إلا لد"، فما بقي أحد في البيت إلا لد، ولددنا ميمونة وهي صائمة.
__________
"قال ابن العربي: أراد أن لا يأتوا يوم القيامة وعليهم حقه, فيقعوا في خطيئة عظيمة", وفي الفتح، عنه: في خطب عظيم, "وتعقب بأنه كان يمكن أن يقع العفو", وبعد وقوعه لا يبقى عليهم حق يطالبون به في القيامة, "ولأنه كان لا ينتقم لنفسه" كما صحَّ, "والذي يظهر أنه أراد بذلك تأديبهم لئلَّا يعودوا، فكان ذلك أي: لدهم "تأديبًا لا اقتصاصًا ولا انتقامًا، قيل: وإنما كره اللدود" أي: استعماله بصبِّهم في حلقه، وفي الفتح: اللد وهو أظهر, "مع أنَّه كان يتداوى؛ لأنه تحقق أنه يموت في مرضه، ومن تحقَّق ذلك كره له التداوي" لعدم فائدته.
"قال الحافظ بن حجر: وفيه نظر"؛ لاحتياج الكراهة إلى نهي مقصود, والدواء وإن لم ينفع في دفع الموت قد ينفع في تخفيف الوجع حتى يقع الموت, "والذي يظهر أن ذلك كان قبل التخيير" في البقاء في الدنيا ولقاء الله, "والتحقيق" للموت باختياره اللقاء, "وإنما أنكر التداوي؛ لأنه كان غير ملائم لدائه؛ لأنهم ظنوا أن به ذات الجنب، فداووه بما يلائمها، ولم يكن فيه ذلك" المرض المسمَّى بذات الجنب, "كما هو ظاهر في سياق الخبر".
"وعند ابن سعد" محمد, عن عائشة أنه "قال: كانت تأخذ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الخاصرة" أي: وجعها, "فاشتدت به, فأغمي عليه, فلددناه، فلمَّا أفاق" من الإغماء "قال: "كنتم ترون أن الله يسلط عليَّ ذات الجنب، ما كان الله ليجعل لها عليَّ سلطانًا" تسلطًا عليّ, "والله لا يبقى أحد في البيت إلا لد"، فما بقي أحد إلا لد، ولددنا ميمونة" أم المؤمنين