كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 12)

وروى أبو يعلي -بسند ضعيف فيه ابن لهيعة- من وجه آخر عن عائشة: إنه -صلى الله عليه وسلم- مات من ذات الجنب.
وجمع بينهما: بأنَّ ذات الجنب تطلق بإزاء مرضين: أحدهما ورم حارّ يعرض في الغشاء المستبطن، والآخر ريح محتقن بين الأضلاع، فالأوّل هو المنفي هنا. وقد وقع في رواية الحاكم في المستدرك: ذات الجنب من الشيطان، والثاني هو ما أثبت هنا, وليس فيه محذور كالأوّل.
وفي حديث ابن عباس عند البخاري: لما حضر رسول الله -صلى الله عليه وسلم, وفي البيت رجال، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم: "هلموا أكتب لكم كتابًا لا تضلوا بعده"، فقال بعضهم:
__________
"وهي صائمة" امتثالًا لأمره وبرًّا لقسمه.
وروى عبد الرزاق بإسناد صحيح عن أسماء بنت عميس، قالت: أوَّل ما اشتكى النبي -صلى الله عليه وسلم- كان في بيت ميمونة، فاشتدَّ مرضه حتى أغمي عليه، فتشاورا في لده فلدوه, فلمَّا أفاق قال: هذا فعل نساء جئن, أي: أتين من هنا، وأشار إلى الحبشة, وكانت أسماء منهنّ، فقالوا: كنا نتّهم بك ذات الجنب، فقال: "ما كان الله ليقذفني به، لا يبقى أحد في البيت إلا لُدّ"، قالت: فلقد التدت ميمونة وإنها لصائمة.
"وروى أبو يعلي بسند ضعيف فيه ابن لهيعة،" بفتح اللام وكسر الهاء "من وجه آخر عن عائشة، أنه -صلى الله عليه وسلم- مات من ذات الجنب، وجمع" الجامع الحافظ فلفظه: ظهر لي الجمع "بينهما, بأن ذات الجنب تطلق بإزاء" أي: مقابل "مرضين، أحدهما: ورم حارّ يعرض في الغشاء المستبطن, والآخر: ريح محتقن" أي: محتبس "بين الأضلاع، فالأوّل هو المنفي هنا".
"وقد وقع في رواية الحاكم في المستدرك: ذات الجنب من الشيطان", ولذا لم تسلط على حبيب الرحمن, "والثاني:" الريح المحتقن, "هو ما أثبت هنا, وليس فيه محذور كالأوّل" فهي المراد بذات الجنب في هذه الرواية.
"وفي حديث ابن عباس عند البخاري" في مواضع، قال: "لما حضر" بضم الحاء المهملة وكسر الضاد المعجمة "رسول الله -صلى الله عليه وسلم" أي: حضره الموت، وفي إطلاق ذلك تجوّز، فإنَّ ذلك كان يوم الخميس كما عند البخاري في الجهاد وغيره, وعاش بعد ذلك إلى يوم الاثنين.
قاله الحافظ: "وفي البيت رجال" من الصحابة, "فقال النبي -صلى الله عليه وسلم: "هلمّوا أكتب لكم كتابًا لا تضلوا" بلا نون على أنّ لا ناهية، وللكشميهني تضلون بالنون على أنها نافية "بعده، فقال

الصفحة 105