كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 12)
ما فاته من البيان بالتنصيص عليه؛ لكونه أَوْلَى من الاستنباط، والله أعلم.
ولما اشتدَّ به -صلى الله عليه وسلم- وجعه قال: "مروا أبا بكر فليصلّ بالناس"، فقالت له عائشة: يا رسول الله، إن أبا بكر رجل رقيق، إذا قام مقامك لا يسمع الناس من البكاء، قال: "مروا أبا بكر فليصل بالناس" , فعاودته بمثل مقالتها، فقال: "إنكن صواحبات يوسف، مروا أبا بكر فليصل بالناس". رواه الشيخان وأبو حاتم واللفظ له.
وفي رواية: إن أبا بكر رجل أسيف.
وفي حديث عروة عن عائشة عند البخاري: فمر عمر فليصلّ بالناس، فقال: "مروا أبا بكر فليصل بالناس"، قالت: قلت لحفصة: قولي له: إن أبا بكر إذا قام في مقامك لم يسمع الناس من البكاء، فمر عمر فليصلّ بالناس، ففعلت حفصة، فقال:"
__________
كما قال ابن بطال؛ لأن عمر لم يرد أنه يكتفي به عن بيان السنة، بل لما قام عنده من القرينة, وخشي مما يترتب على كتابة الكتاب, فرأى أن الاعتماد على القرآن لا يترتَّب عليه شيء مما خافه, وابن عباس لا يقال في حقه: لم يكتف بالقرآن, "مع أنه حبر القرآن, وأعلم الناس بتفسيره وتأويله، ولكنه قال" ذلك "أسفًا", ولفظ الحافظ: ولكنه أسف "على ما فاته من البيان بالتنصيص عليه؛ لونه أَوْلَى من الاستنباط, والله أعلم" لا سيما وقد بقي ابن عباس حتى شاهد الفتن, "ولما اشتدَّ به -صلى الله عليه وسلم- وجعه قال: "مروا" بضمتين- بوزن كلوا, "أبا بكر فليصلّ" بسكون اللام الأُولى- ويروى بكسرها مع زيادة ياء مفتوحة, "بالناس" إمامًا, "فقالت له عائشة: يا رسول الله إن أبا بكر رجل رقيق" بقافين, "إذا قام مقامك لا يسمع الناس من البكاء " لرقة قلبه.
وفي رواية: إذا قرأ القرآن لا يملك معه, "قال: "مروا أبا بكر فليصل بالناس"، فعاودته مثل مقالتها، فقال: "إنكن صواحبات يوسف" , والخطاب وإن كان بلفظ الجمع، فالمراد به عائشة فقط، كما أن صواحبات جمع, والمراد زليخاء فقط, "مروا أبا بكر فليصلّ بالناس".
رواه الشيخان وأبو حاتم، واللفظ له" من حديث عائشة.
"وفي رواية" للشيخين من طريق الأسود، عنها أنها قالت: "إن أبا بكر رجل أسيف" بفتح الهمزة وكسر المهملة وسكون التحتية ففاء- أي: حزين.
"وفي حديث عروة عن عائشة عند البخاري" في الصلاة والاعتصام, أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: "مروا أبا بكر فليصلّ بالناس"، فقالت عائشة: إن أبا بكر إذا قام مقامك لم يسمع الناس من البكاء "فمر عمر فليصل بالناس, فقال: "مروا أبا بكر فليصلّ بالناس"، قالت: قلت لحفصة" بنت عمر: "قولي له" صلى الله عليه وسلم: "إن أبا بكر إذا قام في مقامك لم يسمع الناس من البكاء" لرقة قلبه وغلبة دمعه, "فمر عمر فليصل بالناس، ففعلت حفصة" ذلك, "فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "مه" اسم فعل