كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 12)
صواحب يوسف، مروا أبا بكر فليصل بالناس"، فقالت حفصة لعائشة: ما كنت لأصيب منك خيرًا.
والأسيف: بوزن فعيل، وهو بمعنى فاعل, من الأسف وهو شدة الحزن، والمراد به هنا: رقيق القلب.
ولابن حبان من رواية عاصم عن شقيق عن مسروق عن عاشة في هذا الحديث: قال عاصم: والأسيف الرقيق الرحيم، وصواحب: جمع صاحبة، والمراد: إنهن مثل صواحب يوسف في إظهار خلاف ما في الباطن.
ثم إنَّ هذا الخطاب وإن كان بلفظ الجمع، فالمراد به واحدة وهي عائشة, ووجه المشابهة بينهما في ذلك أنَّ زليخا استدعت النسوة وأظهرت لهنّ الإكرام بالضيافة، ومرادها الزيادة على ذلك, وهو أن ينظرن إلى حسن يوسف -عليه الصلاة والسلام- ويعذرنها في محبته، وإن عائشة أظهرت أنّ سبب إرادتها صرف الإمامة
__________
مبني على السكون- زجر بمعنى: اكففي, "إنكن أنتن صواحب يوسف" جمع صاحبة, "مروا أبا بكر فليصلّ بالناس"، فقالت حفصة لعائشة: ما كنت لأصيب منك خيرًا"؛ لأن كلامها صادف المرة الثالثة من المعاودة، وكان -صلى الله عليه وسلم- لا يراجع بعد ثلاث، فلمَّا أشار إلى الإنكار عليها بما ذكر وجدت حفصة في نفسها؛ لأن عائشة هي التي أمرتها بذلك، ولعلها تذكّرت ما وقع لها أيضًا معها في قصة المغافير، قاله الحافظ. وقال ابن عبد البر فيه: إن المكترب ربما قال قولًا يحمله عليه الحرج؛ إذ معلوم أن حفصة لم تعدم من عائشة خيرًا، وإذا كان هذا في السلف الصالح, فأحرى من دونهم "الأسيف -بوزن فعيل- وهو بمعنى فاعل من الأسف وهو شدة الحزن، والمراد به هنا: رقيق القلب" لتصريحها في روايات بأنه رقيق، فيحمل عليه قولها أسيف.
"ولابن حبان من رواية عاصم" بن سليمان الأحول البصري, من رجال الجميع, "عن شقيق" بن سلمة الكوفي, من رجال الكل "عن مسروق, عن عائشة في هذا الحديث".
"قال عاصم: والأسيف الرقيق الرحيم, وصواحب: جمع صاحبة، والمراد:؛ إنهن مثل صواحب يوسف في إظهار خلاف ما في الباطن، ثم إنَّ هذا الخطاب وإن كان بلفظ الجمع، فالمراد به واحدة وهي عائشة" وأما حفصة فإنما قالته بأمرها, ووجه المشابهة بينهما في ذلك أن زليخاء -بفتح الزاي والمد, وقيل بضمها- على هيئة المصغَّر.
قال ابن كثير: والظاهر أنه لقب, "استدعت النسوة وأظهرت لهنّ الإكرام بالضيافة, ومرادها زيادة على ذلك، وهو أن ينظرن إلى حسن يوسف -عليه الصلاة والسلام- ويعذرنها" بكسر الذال "في محبته"؛ لأنهنَّ قلن: {قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلالٍ مُبِينٍ} "وأن عائشة