كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 12)

عن أبيها؛ لكونه لا يسمع المأمومين القراءة لبكائه. ومرادها زيادة على ذلك: وهو أن لا يتشاءم الناس به، وقد صرَّحت هي بذلك، كما عند البخاري في باب وفاته -عليه الصلاة والسلام, فقالت: لقد راجعته وما حملني على كثرة مراجعته إلّا أنه لم يقع في قلبي أن يحب الناس بعده رجلًا قام مقامه أبدًا. وأن لا كنت أرى أنه لن يقوم أحد مقامه إلّا تشاءم الناس به.
ونقل الدمياطي: إن الصديق صلى بالناس سبع عشرة صلاة.
وقد ذكر الفاكهي في "الفجر المنير" مما عزاه لسيف ابن عمر في كتاب
__________
أظهرت أن سبب إرادتها صرف الإمامة عن أبيها؛ لكونه لا يسمع المأمومين القراءة لبكائه, ومرادها زيادة على ذلك: وهو أن لا يتشاءم الناس به" بشين معجمة والمد.
"وقد صرَّحت هي بذلك كما عند البخاري في باب وفاته -عليه الصلاة والسلام", وكذا عند مسلم في الصلاة "فقالت: لقد راجعته" صلى الله عليه وسلم- في ذلك, "وما حملني على كثرة مراجعته إلّا أنه لم يقع في قلبي أن يحب الناس بعده رجلًا قام مقامه" بهم "أبدًا و" ما حملني على ذلك "أن لا".
زاد مسلم: أني "كنت أرى" بضم الهمزة، أي: أظن "أنه لن يقوم أحد مقامه إلّا تشاءم الناس به" بشين معجمة- أي: وما حملني عيه إلّا ظني عدم محبَّة الناس للقائم مقامه، وظني تشاءمهم به، فأردت أن يعدل ذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن أبي بكر، هذا باقيه في الصحيحين.
وفي رواية لمسلم قالت: والله ما بي إلا كراهية أن يتشاءم الناس بأوّل من يقوم في مقامه -صلى الله عليه وسلم, فراجعته مرتين أو ثلاثًا.
"ونقل الدمياطي، أنَّ الصديق صلى بالناس سبع عشرة صلاة", وفي مسند الدارمي من وجه آخر: إن أبا بكر هو الذي أمر عائشة أن تشير على النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يأمر عمر بالصلاة, وكذا في مرسل الحسن عند ابن أبي خيثمة, قال الحافظ: لكن لم يرد أبو بكر ما أرادت عائشة بل قاله لعذره برقة قلبه, أو لفهمه منها الإمامة العظمى, وعلم ما في تحملها من الخطر, وعلم قوة عمر على ذلك فاختاره, والظاهر أنه لم يطّلع على المراجعة, وفهم من أمره بذلك تفويضه سواء باشر بنفسه أو استخلف.
"وقد ذكر الفاكهاني في" كتاب "الفجر المنير" في الصلاة على البشير النذير "مما عزاه لسيف بن عمر" التميمي، ويقال: الضبي الكوفي، ضعيف الحديث، عمدة في التاريخ, أفحش ابن حبان القول فيه, مات في زمن الرشيد، روى له الترمذي.
قاله الحافظ "في كتاب الفتوح" وله كتاب الردة "أنَّ الأنصار لما رأوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم

الصفحة 110