كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 12)

ديني"، من يومي هذا إلى يوم القيامة، قلنا: يا رسول الله، من يدخلك قبرك؟ قال: "أهلي مع ملائكة ربي". وكذا رواه الطبراني في "الدعاء" وهو واهٍ جدًّا.
وقالت عائشة: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو صحيح يقول: "إنه لم يقبض نبي قط حتى يرى مقعده من الجنة، ثم يحيا أو يخيّر" , فلمَّا اشتكى وحضره القبض ورأسه على فخذي غشي عليه، فلمَّا أفاق شخص بصره نحو سقف البيت, ثم قال: "اللهم في الرفيق الأعلى"، فقلت: إذًا لا يختارنا، فعرفت أنه حديثه الذي كان يحدثنا وهو صحيح.
وفي رواية: إنها أصغت إليه قبل أن يموت، وهو مستند إلى ظهره يقول:
__________
نساؤهم ثم أنتم" أي: باقي الصحابة الموجودين بالمدينة, "وأقرءوا" بلغوا "السلام" عني "على من غاب من أصحابي".
قال ابن الأثير: يقال: أقرئ فلانًا السلام واقرأ عليه السلام، كأنَّه حين يبلغه سلامه يحمله على أن يقرأ السلام، ويرده: "ومن تبعني على ديني من يوم هذا إلى يوم القيامة" قلنا: يا رسول الله, من يدخلك قبرك؟ قال: "أهلي" أقاربي "مع ملائكة ربي".
"وكذا رواه الطبراني في" كتاب "الدعاء, وهو واهٍ" أي: ضعيف "جدًّا" من وهي الحائط إذا مال للسقوط فلا ينتفع به, "وقالت عائشة: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو صحيح, يقول: "إنه لم يقبض نبي قط حتى يرى مقعده من الجنة ثم يحيا" بضم التحتية وشدة الثانية مفتوحة بينهما حاء مهملة مفتوحة- أي: يسم إليه الأمر أو يملك في أمره, أو يسلم عليه تسليم الوداع, "أو يخيّر" بين الدنيا والآخرة, والشك من الراوي، قاله المصنف.
وفي رواية للبخاري: "لا يموت نبي حتى يخيّر بين الدنيا والآخرة" , "فلما اشتكى" أي: مرض "وحضره القبض, ورأسه على فخذي, غشِّي عليه، فلمَّا أفاق شخص" بفتح المعجمتين، أي: ارتفع "بصره نحو سقف البيت، ثم قال: "اللهم" اجعلني "في الرفيق الأعلى" , أو في بمعنى مع, "فقلت: إذًا لا يختارنا" من الاختيار، وللأكثر: لا يجاورنا من المجاورة, "فعرفت أنه حديثه الذي كان يحدثنا" به "وهو صحيح".
وعند أبي الأسود في المغازي عن عروة، أنَّ جبريل نزل إليه في تلك الحالة فخيّره، زاد في رواية للبخاري: قالت -أي: عائشة: فكانت آخر كلمة تكلّم بها: "اللهم في الرفيق الأعلى".
"وفي رواية" للبخاري عن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن عائشة "أنها" سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم, و"أصغت" بسكون الصاد المهملة وفتح الغين المعجمة- أي: أمالت معها "إليه قبل أن يموت

الصفحة 116