كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 12)
"اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق الأعلى" , رواه البخاري من طريق الزهري عن عروة.
وما فهمته عائشة من قوله -عليه الصلاة والسلام: "اللهم في الرفيق الأعلى" أنه خُيِّرَ، نظير فهم أبيها -رضي الله عنه- من قوله -عليه الصلاة والسلام: "إن عبدًا خَيِّرَه الله ما بين الدنيا وبين ما عنده فاختار ما عنده" , أنَّ العبد المراد هو النبي -صلى الله عليه وسلم- كما قدَّمته. ذكره الحافظ ابن حجر.
وعند أحمد من طريق المطّلب بن عبد الله عن عائشة: "أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقول: "ما من نبي يقبض إلا يرى الثواب ثم يخيِّر".
ولأحمد أيضًا، من حديث أبي مويهة قال: قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "أوتيت مفاتيح خزائن الأرض والخلد, ثم الجنة، فخُيِّرت بين ذلك وبين لقاء ربي والجنة, فاخترت
__________
وهو مستند إلى ظهره" فسمعته "يقول: "اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني" بهمزة قطع "بالرفيق الأعلى".
رواه البخاري من طريق الزهري عن عروة" عن عائشة, وصوابه: تقديم هذا على قوله، وفي رواية: إذ هو الذي في البخاري من هذا الطريق، أمَّا هذه الرواية فإنما رواها البخاري من طريق عباد عنها كما علم, "وما فهمته عائشة من قوله -عليه الصلاة والسلام: "اللهم في الرفيق الأعلى" أنه خُيِّرَ" بين الدنيا والارتحال إلى الآخرة, "نظير فهم أبيها -رضي الله عنه- من قوله -عليه الصلاة والسلام: "إن عبدًا خَيِّرَه الله بين الدنيا وبين ما عنده، فاختار ما عنده" أنَّ العبد المراد هو النبي -صلى الله عليه وسلم- كما قدَّمته".
"ذكره الحافظ ابن حجر" بلفظ فائدة, "وعند أحمد من طريق المطلب بن عبد الله" بن المطلب بن حنطب المخزومي "عن عائشة، أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقول: "ما من نبي يقبض إلا يرى الثواب" الذي أُعِدَّ له في الآخرة, "ثم يُخَيِّر" بضم أوله وفتح الخاء المعجمة- بين البقاء في الدنيا والارتحال إلى الآخرة.
ولأحمد أيضًا من حديث أبي مويهة" ويقال: أبو موهية وأبو موهوية, وهو قول الواقدي, مولى النبي -صلى الله عليه وسلم, كان من مولدي مزينة، روى عن عبد الله بن عمرو بن العاص, وهو من أقرانه، ذكره صاحب الإصابة في الكنى, ولم يذكر له اسمًا, فاسمه كنيته, "قال: قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "أوتيت" بالبناء للمفعول "مفاتيح خزائن الأرض والخلد" البقاء في الدنيا إلى انقضائها, "ثم الجنة، فخيرت بين ذلك وبين لقاء ربي" عاجلًا, "والجنة، فاخترت لقاء ربي والجنة" حبًّا