كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 12)
به: حظيرة القدس.
وفي كتاب "روضة التعريف بالحب الشريف": لما تجلَّى له الحق ضعفت العلاقة بينه وبين المحسوسات, والحظوظ الضرورية من أداني معاني الترقيات البشرية، فكانت أحواله في زيادة الترقي، ولذلك روي أنه -عليه الصلاة والسلام- قال: "كلّ يوم لا أزداد فيه قربًا من الله فلا بورك لي في طلوع شمسه". وكلما فارق مقامًا واتصل بما هو أعلى منه لمح الأوّل بعين النقص، وسار على ظهر المحبّة، ونعمت المطية لقطع هذه المراحل والمقامات والأحوال، والسفر إلى حضرة ذي الجلال، والاتّصال بالمحبوب الذي كل شيء هالك إلا وجهه.
__________
وهو يحتمل أن يكون صفة ذات كالحليم أو صفة فعل، وغلط الأزهري, هذا القول لقوله: "مع الرفيق" ولا وجه لتغليطه؛ لأن تأويله على ما يليق بالله سائغ، قاله الحافظ.
"وقيل: المراد به" بالرفيق "حظيرة القدس" أي: الجنة، وبه جزم الجوهري وابن عبد البر وغيرهما، ويؤيده ما عند ابن إسحاق: الرفيق الأعلى الجنة، قال الحافظ بعد أن ذكر خمس روايات صحاح، كلها بلفظ الرفيق الأعلى: وهذه الأحاديث تردُّ على من زعم أن الرفيق تغيير من الراوي، وأنَّ الصواب الرقيع بالقاف والعين المهملة, وهو من أسماء السماء. انتهى.
وفي كلام بعضهم: الرفيق الأعلى: نهاية مقام الروح وهي الحضرة الواحدية، فالمسئول إلحاقه بالمحل الذي ليس بينه وبين أحد في الاختصاص، والقول بأنَّ المراد إلحاقة بالملائكة, ومن في الآية مردود بأن محله فوقهم، فكيف يسأل اللحاق بهم, وتعقبت بأن المراد المحل الذي يحصل فيه مرافقتهم في الجمة على اختلاف درجاتهم، ويوجد في بعض نسخ المصنف هنا, "وفي كتاب روضة التعريف بالحب الشريف: لما تجلَّى" ظهر "له الحق" تعالى ليلة المعراج, حتى رآه بعيني رأسه على الصحيح, "ضعفت العلاقة بينه وبين المحسوسات" الأشياء المشاهدة بحاسّة البصر, "والحظوظ الضرورية من أداني" أقاصي "معاني الترقيات البشرية، فكانت أحواله -عليه الصلاة والسلام "في زيادة الترقي" فلذا بادر باختيار اللقاء على البقاء شوقًا لرؤية محبوبه الذي رآه سابقًا, ولذلك روي أنه -عليه الصلاة والسلام- قال: "كل يوم لا أزداد فيه قربًا من الله فلا بورك لي في طلوع شمسه"، وكلما فارق مقامًا واتَّصل بما هو أعلى منه لمح الأول بعين النقص" عن الأعلى, وإن كان كمالًا, "وسار على ظهر المحبَّة ونعمت المطية" هي "لقطع هذه المراحل والمقامات والأحوال" عطف تفسير للمراحل "والسفر إلى حضرة ذي الجلال, والاتصال بالمحبوب الذي كل شيء هالك إلا وجهه", فبادر باختيار الموت ليظفر عاجلًا باللقاء، وإذا قيل في وجه ترديد موسى للمصطفى لية المعراج ليظفر بتكرار