كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 12)
وفي صحيح ابن حبان عنها قالت: أغمي على رسول الله -صلى الله عليه وسلم, ورأسه في حجري. فجعلت أمسحه وأدعو له بالشفاء، فلمَّا أفاق قال: "أسال الله الرفيق الأعلى مع جبريل وميكائيل وإسرافيل".
ولما احتضر -صلى الله عليه وسلم- اشتدَّ به الأمر، قالت عائشة: ما رأيت الوجع على أحد أشد منه على النبي -صلى الله عليه وسلم، قالت: وكان عنده قدح من ماء، فيدخل يده في القدح ثم يمسح وجهه بالماء ويقول: "اللهم أعنِّى على سكرات الموت".
وفي رواية: فجعل يقول: "لا إله إلا الله، إن للموت لسكرات".
قال بعض العلماء: فيه أنَّ ذلك من شدة الآلام والأوجاع لرفعة منزلته.
وقال الشيخ أبو محمد المرجاني: تلك السكرات سكرات الطرب، ألا ترى إلى قول بلال حين قال له أهله وهو في السياق: وا حرباه، ففتح عينيه وقال:
__________
"وفي صحيح ابن حبان، عنها" أي: عائشة "قالت: أغمي على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ورأسه في حجري، فجعلت أمسحه" أي: صدره, كما في رواية الطبراني "وأدعو له بالشفاء، فلمَّا أفاق قال" زاد الطبراني: لا، ولكن "أسأل الله الرفيق الأعلى مع جبريل وميكائيل وإسرافيل" وهذا يؤيد أنه خُيِّرَ قبل الموت, ولما احتضر -صلى الله عليه وسلم- اشتدَّ به الأمر، قالت عائشة: ما رأيت الوجع على أحد أشدَّ منه على النبي -صلى الله عليه وسلم", زيادةً في رفع درجاته.
"قالت" عائشة: "وكان عنده" صلى الله عليه وسلم "قدح من ماء", أي: فيه ماء, "فيدخل يده في القدح، ثم يمسح وجهه بالماء، ويقول: "اللهم أعنِّى على سكرات الموت" شدائده.
"وفي رواية: فجعل يقول: "لا إله إلا الله, إن للموت لسكرات" قال بعض العلماء فيه: إن ذلك من شدة الآلام والأوجاع لرفعة منزلته. وقد قالت عائشة: لا أكره شدة الموت لأحد بعد النبي -صلى الله عليه وسلم.
"وقال الشيخ أبو محمد المرجاني: تلك السكرات سكرات الطرب" الفرح, "ألا ترى إلى قول بلال" أول من أسم في أحد الأقوال: "لما قال له أهله وهو في السياق" النزع: وا حرباه -بفتح المهملة والراء والموحدة- من الحرب -بفتحتين- نهب مال الإنسان وتركه لا شيء له.
وروي بضم الحاء وزاي ساكنة، وروي: وا حوباه -بفتح الحاء وسكون الواو- من الحوب وهو الإثم, والمراد ألمها بشدة جزعها عليه أو من الحوبة، أي: رقة القلب "ففتح عينيه وقال: