كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 12)
وفي رواية أبي اليمان عن شعيب، عند البخاري، في "الصلاة": فتوفي من يومه ذلك. وكذا في رواية معمر عنده أيضًا في حديث أنس: لم يخرج إلينا -صلى الله عليه وسلم- ثلاثًا، فأقيمت الصلاة، فذهب أبو بكر يتقدَّم، فقال: نبي الله -صلى الله عليه وسلم- بالحجاب, فرفعه، فلمَّا وضح لنا وجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم, ما نظرنا منظرًا كان أعجب إلينا من وجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين وضح لنا، قال: فأومأ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى أبي بكر أن يتقدَّم وأرخى الحجاب. الحديث رواه الشيخان.
وعنه أنَّ أبا بكر كان يصلي بهم في وجع النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي توفي فيه، حتى إذا كان يوم الاثنين، وهم صفوف في الصلاة، كشف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ستر الحجرة،
__________
ويشبه أنَّ الصواب أنها صلاة الظهر، وهذا الحديث في البخاري هنا من طريق عقيل عن ابن شهاب عن أنس.
"وفي رواية أبي اليمان" الحكم بين نافع شيخ البخاري, "عن شعيب" بن أبي حمزة، عن الزهري، عن أنس "عند البخاري في الصلاة, فتوفِّي من يومه ذلك" قرب الزوال, "وكذا في رواية معمر" عن الزهري، عن أنس "عنده", أي: البخاري "أيضًا" في غير هذا الموضع, ومعمر هو ابن راشد, أحد أصحاب ابن شهاب, فنسخة أبي معمر تحريف, "وفي حديث أنس: لم يخرج إلينا -صلى الله عليه وسلم- ثلاثًا" من الأيام, وكان ابتداؤها من حين خرج فصلى بهم قاعدًا, "فأقيمت الصلاة, فذهب أبو بكر يتقدَّم، فقال: نبي الله -صلى الله عليه وسلم" من إجراء قال مجرى فعل وهو كثير، أي: أخذ "بالحجاب" الستر الذي على الحجرة, "فرفعه، فلما وضح" أي: ظهر "لنا وجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم, فما نظرنا منظرًا" بفتح الميم والظاء المعجمة بينهما نون ساكنة- أي: شيئًا ننظر إليه "قط كان أعجب إلينا من وجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين وضح: "ظهر لنا".
"قال" أنس: "فأومأ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى أبي بكر أن يتقدَّم" إلى الصلاة ليؤمَّهم "وأرخى الحجاب" قال الحافظ: ليس مخالفًا لقوله في أوله: فتقدَّم أبو بكر، بل في السياق حذف يظهر من قوله في رواية الزهري: فنكص أبو بكر، والحاصل أنه تقدَّم، ثم ظنَّ أنه -صلى الله عليه وسلم- يخرج فتأخَّر، فأشار إليه حينئذ أن يرجع إلى مكانه.... "الحديث" تمامه" فلم يقدر عليه حتى مات -صلى الله عليه وسلم.
"رواه الشيخان" ففيه أن الصديق استمرَّ خليفة على الصلاة حتى مات المصطفى, لا كما زعمت الشيعة أنه عزله بخروجه وتخلّف أبو بكر، يرد عليهم وعنه" أي: أنس "إن أبا بكر كان يصلي بهم", وفي رواية: لهم، أي: لأجلهم إمامًا في المسجد النبوي, "في وجع النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي توفي فيه حتى إذا كان يوم الاثنين" برفع يوم فكان تامَّة ونصبه خبر لكان ناقصة, "وهم صفوف في الصلاة" جملة حالية "كشف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ستر الحجرة، فنظرنا إليه"