كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 12)
التعزية, سمعوا صوتًا من ناحية البيت: السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته، {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} إن في الله عزاء من كل مصيبة, وخلفًا من كل هالك، ودركًا من كل فائت، فبالله فثقوا، وإياه فارجوا، فإنما المصاب من حرم الثواب, والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. فقال عليّ: أتدرون من هذا؟ هو الخضر -عليه السلام. رواه البيهقي في دلائل النبوة.
وفي تخريج أحاديث الإحياء للحافظ العراقي, وذكر التعزية المذكورة عن ابن عمر، مما ذكره في الإحياء, وأن النووي أنكر وجود الحديث المذكور في كتب الحديث، وقال: إنما ذكره الأصحاب, ثم قال العراقي: قد رواه الحاكم في المستدرك من حديث أنس ولم يصحّحه، ولا يصح.
ورواه ابن أبي الدنيا عن أنس أيضًا قال: لما قبض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- اجتمع
__________
من ناحية البيت: السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته".
زاد في حديث ابن عمر عند البلاذري: فرددنا عليه مثل ذلك، فقال: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ} جزاء أعمالكم {يَوْمَ الْقِيَامَةِ} إن في الله عزاء" تسلية "من كل مصيبة, وخلفًا من كل هالك، ودركًا من كل فائت، فبالله فثقوا" اعتمدوا, "وإياه فارجوا, فإنما المصاب".
وفي لفظ: فإن المصاب "من حُرِمَ الثواب" الذي أعدَّه الله تعالى له بعدم الصبر ومزيد الجزع؛ لأنه فاته "والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته", ختم بالسلام كما بدأ به, "فقال عليّ: أتدرون من هذا" فكأنهم قالوا: لا ندري, فقال: "هو الخضر" بفتح الخاء وكسر الضاد المعجمتين "عليه السلام".
رواه البيهقي في دلائل النبوة، وفي تخريج أحاديث الإحياء" للغزالي "للحافظ العراقي" زين الدين عبد الرحيم, "وذكر التعزية المذكورة عن ابن عمر مما ذكره في الإحياء، وأنَّ النووي أنكر وجود الحديث المذكور في كتب الحديث، وقال: إنما ذكره الأصحاب" يعني: علماء الشافعية في كتب الفقه بلا إسناد, "ثم قال العراقي" تعقبًا على نفي النووي: "قد رواه الحاكم في المستدرك من حديث أنس ولم يصححه" أي: لم يصرح بقوله: صحيح, وإن كان موضوع كتابه المستدرك في الأحاديث الصحيحة الزائدة على الصحيحين, "ولا يصح" لضعف سنده، ولكنه وجد في كتاب مشهور من كتب الحديث, وإن كان ضعيف السند.
"ورواه ابن أبي الدنيا عن أنس قال: لما قُبِضَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- اجتمع أصحابه حوله