كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 12)
أصحابه حوله يبكون، فدخل عليهم رجل طويل شعر المنكبين في إزار ورداء، يتخطَّى أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم, حتى أخذ بعضادتي باب البيت, فبكى على رسول الله -صلى الله عليه وسلم، ثم أقبل على أصحابه فقال: إن في الله عزاء من كل مصيبة، وعوضًا من كل فانٍ. الحديث. وفيه: ثم ذهب الرجل، فقال أبو بكر: عليَّ بالرجل، فنظروا يمينًا وشمالًا فلم يروا أحدًا، فقال أبو بكر: لعلَّ هذا الخضر جاء يعزينا. ورواه ابن أبي الدنيا أيضًا من حديث علي بن أبي طالب، وفيه محمد بن جعفر الصادق، تكلم فيه، وفيه انقطاع بين علي بن الحسين وبين جده علي، والمعروف عن علي بن الحسين مرسلًا من غير ذكر علي، كما رواه الشافعي في الأم, وليس فيه ذكر للخَضِر -عليه السلام.
قال البيهقي: قوله: إن الله اشتاق إلى لقائك، معناه: قد أراد لقاءك بأن يردّك من دنياك إلى معادك زيادة في قربك وكرامتك.
__________
يبكون" بلا رفع صوت, "فدخل عليهم رجل طويل شعر المنكبين في إزار ورداء يتخطَّى أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى أخذ بعضادتي" بكسر العين وضاد معجمة- تثنية عضادة، أي: جانبي "باب البيت، فبكى رسول الله" بنصبه مفعول بكى.
"وفي نسخة: بكى على رسول الله -صلى الله عليه وسلم, ثم أقبل على أصحابه فقال: إن في الله عزاء من كل مصيبة, وعوضًا من كل فانٍ. الحديث وفيه: ثم ذهب الرجل، فقال أبو بكر الصديق: "عليَّ بالرجل" أي: ائتوني به, "فنظروا يمينًا وشمالًا فلم يروا أحدًا، فقال أبو بكر: لعل هذا الخضر جاء يعزينا".
"ورواه ابن أبي الدنيا أيضًا من حديث علي بن أبي طالب, وفيه محمد بن جعفر الصادق, تُكُلِّمَ فيه, وفيه انقطاع بين علي بن الحسين وبين جدَّه علي" بن أبي طالب؛ لأنه لم يدركه، فالحديث ضعيف, وأيما كان فكيف ينكر وجوده في كتب الحديث، وقد وجد في أكثر من كتاب "والمعروف عن علي بن الحسين مرسلًا من غير ذكر عليّ" بن أبي طالب "كما" "رواه الشافعي في الأم, وليس فيه ذكر للخضر -عليه الصلاة والسلام".
"قال البيهقي: قوله: إن الله اشتاق إلى لقاءك، معناه: قد أراد لقاءك" لاستحالة الحقيقي الذي هو نزاع النفس إلى الشيء في حقه تعالى, "بأن يردك من دنياك إلى معادك, زيادة في قربك وكرامتك، انتهى".