كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 12)
وأخرج الطبراني من حديث ابن عباس قال: جاء ملك الموت إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- في مرضه ورأسه في حجر علي، فاستأذن فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فقال له: ارجع فإنَّا مشاغيل عنك، فقال -صلى الله عليه وسلم: "هذا ملك الموت, ادخل راشدًا" فلمَّا دخل قال: إن ربك يقرئك السلام, فبلغني أن ملك الموت لم يسلم على أهل بيت قبله ولا يسلم بعده.
وقالت عائشة: توفي في بيتي، وفي يومي, وبين سحري ونحري، وفي رواية: بين حاقنتي وذاقنتي. رواه البخاري.
والحاقنة: بالحاء المهملة والقاف والنون: أسفل من الذقن.
والذاقنة: طرف الحلقوم.
والسحر: بفتح السين وسكون الحاء المهملتين، وهو الصدر. والنحر: بفتح
__________
"وأخرج الطبراني من حديث ابن عباس، قال: جاء ملك الموت إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- في مرضه" الذي توفي فيه, "ورأسه في حجر علي، فاستأذن فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فقال له: ارجع فإنَّا مشاغيل عنك، فقال -صلى الله عليه وسلم: "هذا ملك الموت, ادخل راشدًا"، فلما دخل قال: إن ربك يقرئك السلام", والظاهر المتبادر أن قوله: "فبلغني أن ملك الموت لم يسلّم على أهل بيت قبله ولا يسلم بعده" من قول ابن عباس، والجزم بأنه من كلام الطبراني يحتاج إلى دليل؛ لأنه خلاف المتبادر, "وقالت عائشة:" إن من نِعَمِ الله عليَّ أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم "توفي في بيتي وفي يومي" الذي كان يدور علي فيه "وبين سحري ونحري" بفتح فسكون فيهما كما يأتي.
"وفي رواية" عنها: مات "بين حاقنتي وذاقنتي" بذال معجمة وقاف مكسورة، قال الحافظ: وهذا لا يعارض حديثها السابق أن رأسه كان على فخذها؛ لأنه محمول على أنها رفعته من فخذها إلى صدرها.
"رواه" أي: المذكور من الروايتين "البخاري، والحاقنة -بالحاء المهملة والقاف المكسورة "والنون" المفتوحة: "أسفل من الذقن، والذاقنة: طرف الحلقوم", وفي الفتح: الحاقنة ما سفل من الذقن، والذاقنة ما علا منه، أو الحاقنة نقرة الترقوة وهما حاقنتان، ويقال: الحاقنة: المظهر من الترقوة والحلق، وقيل: ما دون الترقوة من الصدر، وقيل: هي تحت السرة، وقال ثابت: الذاقنة طرف الحلقوم, والسحر -بفتح السين وسكون الحاء المهملتين- هو الصدر" وهو في الأصل: الرئة -كما في الفتح, "والنحر -بفتح النون وسكون الحاء المهملة" موضع